تنكرت "نورا فينسنت " كرجل حيث قررت أن تعيش فى مجتمع الذكورة لتكتب عنه من منظور آخر ، تنكرت تحت مسمى" تد" وتمرنت على الأداء الصوتى وبناء العضلات لتندمج بشكل طبيعى مع الرجال ومع مرور العام والنصف خرجت نورا من التجربة لتصاب باكتئاب حاد لما صادفته من الظروف التى يعيشها الرجال كل يوم (والنساء لا تدرك حجم الضغوطات وصعوبة الحياة التى يمرون بها ) و للأسف قامت بالأنتح*ار لاحقاً عام٢٠٢٢ وتركت لنا كتاب يصف جزءاً من حياة الرجال تحت عنوان self made man.
حيث صرحت ان الرجال غير مسموح لهم إجتماعياً بإظهار مشاعرهم ، ويجب عليهم إظهار القوة والرجولة فى كل الظروف وكل عمر وكل وقت، أيضاً لاحظت أن مشاعرهم محدودة مقارنة بالمرأة التى تمتلك الكثير من العواطف والمشاعر الجياشة ، كما عليهم تحمل الأعمال الشاقة والمجهدة وتحمل المسؤولية الكبيرة بتوفير الحياة الكريمة لمن حولهم ، أدركت نورا مدى قساوة حياة الرجل وعدم تقديرهم من قبل المرأة ،فالنساء دائماً يسيئون تقدير كل مايحيط بالرجل وظروفه وصعوبة الحياة التي يمرون بها ولقد سردت قصة الكتاب من منظور نسائى ليكون مقدمة لما سأكتبه من الظلم الذى يقع على شبابنا اليوم .
نحن كأهل نرى أولادنا امتداد للمسؤولية والقوة ونقوم بالضغط عليهم ليصبحو أفضل منا "وقد يكون خطأ" إلا إذا لم نقدم لهم مساحة أمان نفسي ليظهروا مابداخلهم أو مساحة من الدعم الذي يحتاجونه فهم ليسو صخوراً استنادية لتطلعاتنا، أو حائط يقينا شرور العالم والعوالم الخارجية .
والرجال كذلك يجاهدون المصاعب والمشكلات وتقلبات الطقس والإرهاق
ولا ننسى الغضب الذى نراه منهم إذا نسينا الخبز فى يوم بارد أو حار فهو ناتج عن التعب وليس سطوة الرجل .
ولنبدء بالشباب وما يحتاجون له حقيقة من رعاية واحتواء خارج البيت فهل الدولة قادرة على إيجاد نوادي شبابية بتمويل قوي قادر على شراء المعدات، وتجهيزات المساحات والأندية، لتكون مكان منظم يتجمع فيه الشباب بشكل منظم وراقي لتفريغ طاقاتهم واستثمارها فيما ينفعهم حتى تتدنى نسبة الجريمة وتعزز التواصل بين الشباب وتسهم في بناء قدرات رياضية ومجتمع متكاتف ومتصل بما حوله بيئياً.
أين نحن من الفعاليات الشبابية التى تحتضن أفكارهم ومشاكلهم بشكل رسمي
لماذا لا نستثمر بالشباب ولماذا نتركهم للإنحراف والإدمان بسبب ما يواجههم فى الحياة ولا نوفر لهم فرص تدعم احلامهم وطموحاتهم !
إن قصة مقتل الشاب "عبادة " لأدمت قلوبنا وأبكت عيوننا وأظهرت مدى قلة حيلتنا بترك الشباب يعيشون الواقع الصعب في توفير حياة كريمة تحت منطق "يدبر حالو " ،في هذه القضية لقد خسرنا اثنين من قتل إبناً لنا ومن سيعاقب أيضاً ، بغض النظر عن الأسباب الدافعة لتلك الجريمة الشنيعة التي اودت بحياة شاب في مقتبل العمر يسعى ويجاهد ليوفر لنفسه ولعائلته لقمة العيش ، انتهت به شهيداً بعمله ، والعقاب هنا قصاص يجب أن يتم بلا تردد لكنه في الواقع خسارة وازهاق لنفس بشرية اخرى أيضاً ،
يوجد الكثير ممن يواجه صعوبات الحياة ومشاقها وبوجد من تاه وإنحرف وكلاهما مسؤولية الدولة قبل الأهل بتوفير الظروف والأجواء المناسبة للعمل وللمستقبل وايضاً مسؤولية في زج كبار المجرمين ممن يستغلون الشباب ويهددون أمنهم وآمانهم ، بالإضافة إلى توفير فرص عمل و تحسين جودة التعليم ورفع حد الأجور المتدنى والأهم التعاطف مع الشباب والرجال فهم أمانه كما نحن أمانات لهم