يوم الجمعة ليس كغيره من الأيام، فهو عيد المسلمين الأسبوعي، وفيه ساعة لا يُرد فيها الدعاء، وتُضاعف فيه الأجور وتتنزل فيه الرحمات. وقد سنَّ النبي محمد ﷺ للمسلمين سننًا عظيمة في هذا اليوم الفضيل، تُقرِّب العبد من ربه وتطهر قلبه وتنقّي روحه.
أبرز السنن المستحبة في يوم الجمعة:
🔹 الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب
روى البخاري عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
"لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمسّ من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرّق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى."
وهذا يدل على أهمية النظافة والتهيئة الجسدية والروحية لهذا اليوم المبارك.
🔹 قراءة سورة الكهف
سنة نبوية مهجورة عند كثيرين، فقد ورد في الحديث:
"من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين."
(رواه الحاكم والبيهقي).
وفي هذا إشارة إلى أن القرآن نور وهداية، وسورة الكهف خاصة تُقرأ كل جمعة تذكيرًا بقصص الإيمان والثبات والفتنة.
🔹 الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ
قال ﷺ:
"إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ."
(رواه أبو داود).
فالصلاة على النبي ﷺ في هذا اليوم تحمل البركة وتزيد القرب من الحبيب المصطفى.
🔹 التبكير إلى صلاة الجمعة
فكلما بكر المسلم إلى المسجد كان له أجر أعظم، كما جاء في الحديث:
"من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة..." (متفق عليه).
🔹 الإنصات للخطبة وعدم اللغو
قال النبي ﷺ:
"إذا قلتَ لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب، فقد لغوت."
(رواه البخاري).
وهذا يدل على حرمة الكلام والانشغال أثناء الخطبة، لما فيها من التوجيه والهداية.
🔹 الدعاء في الساعة الأخيرة من العصر إلى المغرب
وهي ساعة استجابة كما ورد في الأحاديث، وقد اختلف العلماء في تحديدها، لكن أرجح الأقوال أنها آخر ساعة من يوم الجمعة قبل غروب الشمس.
الجمعة.. محطة إيمانية أسبوعية
يوم الجمعة محطة إيمانية يتزود منها المسلم للطريق، يجدد فيها عهده مع ربه، ويصل فيها رحمه، ويصلح قلبه وبدنه. ومن أدرك قيمة هذا اليوم، لن يدعه يمر دون أن يغتنمه بما ورد فيه من سنن وهدي نبوي كريم.