في مثل هذا اليوم، نستذكر بقلوب يغمرها الحنين والوفاء الذكرى السنوية لرحيل أحد رجال الطيبة الحاج المرحوم عوض مصطفى الفارس العلاونة، والد العميد الركن المتقاعد خالد العلاونة، الرجل الذي لم يكن مجرد اسم في سجلات الذاكرة، بل سيرة خالدة نُقشت بمواقفه النبيلة وإرثه الإنساني والوطني العريق.
المرحوم العلاونة، كان من خيرة أبناء بلدة الطيبة في محافظة إربد، ورمزًا من رموز الحكمة والإصلاح، حيث عرفه القاصي والداني بسعيه الدائم لإصلاح ذات البين، وحرصه على تهدئة النفوس وبث روح التسامح بين الناس.
كان وجه خير يُقصَد في الشدائد، وصاحب كلمة مسموعة في المجالس، يجمع ولا يفرّق، ويُصلح ولا يفسد.
أحب الوطن حبًّا فطريًا، وتغنى بالجيش العربي الأردني، جيش الكرامة والعقيدة، وكان حديثه الدائم عن البطولات والتضحيات التي قدمها حماة الوطن.
تشرب حب الوطن والقيادة الهاشمية، وكان يرى في الهاشميين القوة والحكمة، يثني عليها ويدعو لهم في مجالسه ومسامراته.
وإذ نرثيه اليوم، لا نرثي جسدًا غاب، بل روحًا ما زالت حاضرة، وسيرةً ما زالت تُروى. كيف لا، وهو الذي أنجب رجالًا على شاكلته، في طليعتهم العميد الركن المتقاعد خالد العلاونة، الذي سار على نهج والده، حاملاً قيم الشرف والولاء والانتماء في ميادين الخدمة العسكرية والوطنية.
رحم الله الحاج العلاونة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل البركة في ذريته، وأدام ذكراه الطيبة نبراسًا لأجيال تعشق الوطن وتخدمه بصدق ووفاء.
"سأرثيك ما حييت، كأنك في قلبي حيٌّ ولن تموت، فأصعب رحيل هو رحيل من لا يرحل منك".