في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، نرفع القبعات احترامًا لأولئك الرجال الذين وهبوا أرواحهم وسهروا ليالٍ طويلة، ليبقى الأردن نظيفًا من هذا الوباء الصامت. إنهم أبطال إدارة مكافحة المخدرات، الذين لا يعرفون للراحة طريقًا، يطاردون الظلام ليحفظوا النور، ويقفون سدًا منيعًا أمام كل من تسوّل له نفسه الإضرار بشباب هذا الوطن.
المخدرات ليست مجرد مواد، بل سُمّ قاتل يتسلّل خلسة إلى الجسد والعقل، فيُطفئ أحلام الشباب، ويهدم الأسر، ويُضعف المجتمع بأكمله. هي دمار ممنهج يُسلب معه المستقبل، ويُطمس معه الإنسان، فيمضي المدمن نحو هاوية الانتحار البطيء دون أن يشعر.
إن الحرب على المخدرات لا تخوضها الأجهزة الأمنية وحدها، بل هي مسؤولية كل فردٍ في هذا الوطن. علينا أن نكون عيونًا ساهرة، وآذانًا واعية، وعقولًا يقظة. الوعي هو السلاح الأقوى، والإرشاد هو الحصن المتين.
المخدرات محرّمة شرعًا وممقوتة قانونًا، لأنها تُذهب العقل، وتفتك بالجسد، وتغتال الروح. فلنتذكّر أن كل سيجارة محشوة، أو حبة مخدّرة، أو جرعة ملوّثة، ليست فقط مخالفة، بل هي خنجر في خاصرة الوطن.
رجال مكافحة المخدرات لم يتراجعوا، بل تقدموا بكل شجاعة، نفّذوا مئات المداهمات، وألقوا القبض على تجّار الظلام، لينعم المواطن بالأمان. إنهم جنود مجهولون يستحقون الاحترام والدعم، فلنكن معهم لا ضدهم.
رسالتي إلى الشباب:
ابتعدوا عن هذا الطريق القذر، فالخسارة فيه مؤكدة، والموت حتميّ، وإن تأخر. اختاروا الحياة، العلم، الطموح، والصحة. كونوا عونًا للوطن، لا عثرة في طريقه.
نُجدّد عهدنا مع الأردن:
لن نتركه فريسة للمخدرات، ولن نسمح لسُمومها أن تنمو في ترابه الطاهر.