تُعد قاعدة "العديد" الجوية، الواقعة جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة، أكبر منشأة عسكرية أميركية في منطقة الشرق الأوسط، وواحدة من أهم المراكز الاستراتيجية للولايات المتحدة خارج أراضيها، لما تلعبه من دور محوري في قيادة العمليات العسكرية ومكافحة الإرهاب وضمان الأمن الإقليمي.
موقع استراتيجي ودور قيادي
أُنشئت قاعدة العديد عام 1996 بدعم مباشر من الحكومة القطرية، وتحتضن اليوم أكثر من 10 آلاف جندي أميركي، إضافة إلى قوات بريطانية وعناصر من التحالف الدولي. وتُستخدم القاعدة كمقر متقدم للقيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) وقيادة القوات الجوية في المنطقة.
وتتميز القاعدة بمدرج طائرات طويل قادر على استيعاب مختلف أنواع الطائرات، من بينها طائرات الشحن الضخمة B-52 والقاذفات الاستراتيجية، كما تضم منظومات دفاع جوي متقدمة ومراكز قيادة وتحكم محصنة.
دور رئيسي في العمليات الإقليمية
منذ حرب أفغانستان عام 2001، وحرب العراق 2003، كانت قاعدة العديد مركزًا لتنسيق العمليات الجوية والاستخبارية، كما لعبت دورًا حاسمًا في الحملة الدولية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وبفضل تقنياتها المتقدمة واتصالاتها العالمية، تُعد القاعدة اليوم العقل التشغيلي للعمليات الجوية في مناطق النزاع، خاصة في الخليج العربي، والقرن الأفريقي، وآسيا الوسطى.
الاستهداف الإيراني الأخير
وفي حزيران 2025، أعلنت طهران عن استهداف القاعدة بعدد من الصواريخ الباليستية، ضمن عملية انتقامية أطلقت عليها اسم "إنذار النصر"، ردًا على هجمات أميركية استهدفت منشآت نووية داخل إيران. ورغم إطلاق ما يصل إلى 19 صاروخًا، تمكنت الدفاعات الجوية القطرية والأميركية من اعتراض معظمها، دون تسجيل خسائر بشرية أو أضرار مادية تذكر، بحسب بيانات رسمية.
أهمية متزايدة في ظل التحولات الدولية
تكتسب قاعدة العديد أهمية متجددة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، واستمرار التحديات الأمنية المرتبطة بإيران، والملاحة في الخليج العربي، وتنامي النفوذ الصيني والروسي في المنطقة. وتُعد القاعدة ضمانة استراتيجية للوجود الأميركي في منطقة تعج بالصراعات والتحديات.