في مقاربة متوازنة بين البناء الداخلي والتفاعل الإقليمي، تأتي الرؤية الملكية من قصر الحسينية ويأتي التشديد الملكي وتكرار التأكيد على المؤكد بأن أهم الثوابت الوطنية هو ثابتي التماسك الداخلي والتعزيز الوطني، في ظرف استثنائي وفي ظل الأردن القوي والمترابط، كدولة مؤسساتية رائدة في المنطقة.
يأتي لقاء ملكي في إطار تجديد دعوات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله بأن يبقى الأردن قوي البنيان مرصوص الصفوف .
وفي ظل إقليم ملتهب بالاحداث الجسام يجدد جلالة الملك دعوته لكافة الأطراف بالجلوس على طاولة الحوار بأنضباط كامل من كلا الأطراف لئلا يعصف بالمنطقة نفس السيناريو الذي لطالما حذر منه جلالته مراراً .
وقد أكد جلالته بأن الاردن أمن في ظل وجود مؤسسات وطنية كالجيش والأمن ، وبتسليط الضوء الكامل على رؤية ملكية ثاقبة استشرفت التاريخ منذ ما قبل السابع من أكتوبر في رؤية شمولية لامن المنطقة برمتها وقد حذر جلالته من مغبة آثارها قبل وقوعها، وهنا لا بد من الإشارة أن كل ما يجري الآن هو نتاج عدم الإنصات لتحذيرات جلالته .
جلالته أكد على قوة الأردن وقدرته على تجاوز التحديات، مع تأكيده الدائم على أن مصلحة الوطن فوق كلّ اعتبار، ضمن رسائل شفوية واضحة أمام حضور هذه اللقاءات وبأن تعزيز التماسك الداخلي هو الضامن الأول لثبات واستقرار المملكة في ظروفٍ إقليمية مضطربة .
كما يراهن جلالته دوماً على دور المواطن ووعيه وعلاقته وثقته بالمؤسسات الوطنية، فإنها كالسد الحصين في مواجهة التوترات، فهو يدعونا جميعاً للتصدّي للسلبية وعدم السماح بالتأثير أو اللعب بثقة المواطن بإنجازات الدولة وقوتها المستمدة أصلاً من ثقة المواطن نفسه بالقيادة والمؤسسات الوطنية .
جلالة الملك يوجهنا إلى أهمية ترسيخ منظومة الثقة المرتبطة بالأمن الوطني بتكامل الجهود الميدانية مع الوعي المجتمعي، والتأكيد على التصدي للشائعات ومحاولات تزييف الحقائق بوعي شعبي مسؤول، إذ يشكّل وعي المواطن خط الدفاع الأول في الحفاظ على الاستقرار وتعزيز الثقة بالمؤسسات، و التماسك الداخلي والتعزيز الوطني، وهي إشارة واضحة للمسؤولية علينا جميعاً بالتكاتف نحو مصلحة الوطن العليا ونقل الصورة الحقيقية للوطن كله في مواجهة أي محاولات تشكيكية لجهود الأردن والقيادة .
ختاماً اللقاءات الملكية هي سلسلة منتظمة يحرص جلالته على عقدها مع مختلف شرائح المجتمع من نخب سياسية ، وإعلامية، ونواباً وأعيان ، وعسكريين واقتصاديين وكتاب ونقاد وأساتذة جامعات بعقليته الوازنة وقراءته الواضحة للمشهد الإقليمي بطرح أفكار جديدة تخدم الأردن لتكون هذه التوجيهات الملكية تدفع الجميع نحو تعزيز الثقة بين المواطن والدولة ولتعزز تماسكنا أكثر واقوى .