"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".. بهذه الآية العظيمة نستذكر الرقيب الشهيد خالد صالح الموالي السردي، ابن الأردن البار، الذي روى بدمه الزكي تراب الإنسانية في ميادين الواجب، وكتب اسمه على صفحات الخلود في العام 2000 خلال أدائه لمهامه الرسمية ضمن قوات حفظ السلام الأردنية في سيراليون.
رغم بُعد المسافات، لم يكن الوطن بعيدًا عن قلب خالد، ولا عن عينيه. فقد رحل حاملًا شرف الجندية الأردنية وعقيدة الجيش العربي الراسخة، وسقط شهيدًا على أرضٍ غريبة، لكنها احتضنت جسده الطاهر قبل أن يعود إلى وطنه محمولًا على الأكتاف، في مطار ماركا العسكري، حيث احتشد أبناء القوات المسلحة وعشيرة السردية، وعلى رأسهم المرحوم أبو قاسم الموالي، لاستقبال ابنهم، بالدموع والفخر.
لم تكن دموع الوداع سهلة، ولم يكن الجثمان مجرد نعش. كان خالد يعود للأردن بوسام الشهادة، وراية الشرف، ورائحة الطهر التي لا تزول.
وفي لفتة وفاء وتقدير، خلّدت أمانة عمان الكبرى اسمه بإطلاق اسمه على أحد شوارع منطقة الياسمين، ليظل خالد حيًا في ذاكرة الأجيال، ومضيئًا لطريق العابرين، وكأن الشارع يقول للمارة: هنا مرّ شهيد.. هنا خالد.
سلام على خالد في الخالدين.
وسلام على وطن يُكرّم أبناءه الشهداء.. ويكتب أسماءهم في وجدان الشوارع وقلوب الأحرار.