شاء من شاء وأبى من أبى، يبقى الأردن راسخًا كالطود، دولةً ذات سيادة، ومكانة دينية وتاريخية لا تنال منها رياح التغيير ولا أحقاد المتربصين. يستمد شرعيته من عمق هاشمي أصيل، ومن بيعة شعب وفيّ، وقف دومًا في خندق الوطن خلف قيادته الهاشمية الحكيمة.
في محيط مشتعل، وواقع إقليمي متقلب، ظل الأردن صامدًا، متماسكًا، محافظًا على توازنه وأمنه واستقراره. وبينما سقطت دول، وتاهت شعوب، وانهارت مؤسسات، ظل الأردن شامخًا، لأنه لم يُبنَ على الأطماع، بل على القيم والوفاء والانتماء.
لقد كان الأردن – وما يزال – مستهدفًا من نوعين من الأعداء:
أولًا: دول فقدت شرعيتها وانحدرت إلى الفوضى، بعد أن عجزت عن حماية شعوبها أو فرض القانون، فتحولت إلى كيانات رخوة، بلا قرار، تحكمها المليشيات وتعصف بها الأجندات الخارجية.
وثانيًا: شعوب فقدت الأرض والهوية، فغلبت عليهم مشاعر الحقد والحسد، وراحوا ينفثون سمومهم تجاه وطن مستقر، بدل أن يعيدوا بناء ذواتهم الممزقة.
لكن الأردن لا تفتّ في عضده التهديدات، ولا تُرهبه الشعارات. بقي واحة أمن، ونموذجًا في الحكمة والمناورة السياسية، لأنه يمتلك قيادة تعرف متى تتسامح، ومتى تشتبك، ومتى تُعلن أن "للأردن أنيابًا إن اقترب منه أحد".
نعم، نقولها بوضوح لا لبس فيه: من اختار الأردن عدوًا، عليه أن يتحمل تبعات خياره.. فالأردن لا يركع، ولا يساوم على سيادته، ولا يقبل المساس بأمنه وكرامته.
تلك هي قواعد الاشتباك التي تحكم الدول ذات السيادة والهيبة.