تأخر أدوار المياه لأكثر من ثلاثة أسابيع في بعض الأحياء في مدينة جرش إن لم تكن كلها، وسط صمتٍ رسمي واستنزافٍ مادي ونفسي يُثقل كاهل الناس.
المشكلة لم تعد مجرد عطش، بل اختلال في إيقاع الحياة اليومية. الأسر التي تكدّ لتوفير أساسيات المعيشة تجد نفسها أمام عبء إضافي، إذ تضطر إلى شراء المياه من صهاريج خاصة بأسعار ترهق ميزانياتها، في وقت تتزايد فيه الالتزامات المواطن العادي لم يعد قادرًا على تحمّل عبئا اضافيا
أين تكمن المشكلة؟ المواطن في عمان تصله المياه كل اسبوع فهل مواطن جرش يتساوى مع المواطن في عمان من ناحية الحقوق و الواجبات ولا اعلم عن الوضع في المحافظات الاخرى رغم اعتقادي الجازم انه لا يوجد شبيه لجرش في كل المحافظات
ما يريده الناس ليس تبريرات منمقة، بل خطة واضحة تضمن عدالة توزيع، وجدولة منتظمة، وتواصل شفاف مع المواطنين. على الجهات المعنية أن تنزل من أبراجها لتسمع شكاوى الناس لا من خلف المكاتب، بل من قلب الأحياء العطشى
الماء حق، لا منّة، وتأخره بهذا الشكل ليس مجرد خلل فني، بل مساس مباشر بكرامة الناس وحياتهم اليومية، ومن غير المقبول أن تبقى جرش تحت رحمة صهريج خاص، فيما أنابيب سلطة المياة الحكومية دون حياة.