في لحظة استثنائية، وقف جلالة الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي، لا ليخطب وحسب، بل ليُعيد للسياسة بُعدها الأخلاقي، وليذكّر العالم بأن الإنسان لا تُقاس قيمته بالقوة والسلاح، بل بالعدل والحق والكرامة.
خطاب جلالته لم يكن مناسبة دبلوماسية عابرة، بل حدثاً سياسياً فارقاً، سيبقى محفوراً في ذاكرة الشعوب الحرة، لأنه كشف جوهر القيادة الهاشمية التي لا تُساوم على القيم، ولا تهادن في القضايا المصيرية، وعلى رأسها القدس وفلسطين.
منذ سنوات، خاض الملك معارك صامتة وصاخبة في آنٍ معاً؛ رفض "صفقة القرن" رغم الضغوط، وأسقط وهم "الوطن البديل" بحنكة ووضوح، وحمل ملف القدس في المحافل الدولية مدافعاً عن الوصاية الهاشمية التي لم تكن يوماً شعاراً، بل عهدٌ وتاريخٌ ومسؤولية.
تحمّل الأردن بقيادته ضغوطاً اقتصادية هائلة، وواجه حملات سياسية وإعلامية، ورفض عروضاً مالية بمليارات الدولارات، كانت مشروطة بالتنازل عن مبادئ لا تخضع للبيع أو المساومة. ورغم كل ذلك، ظل جلالة الملك صلباً في موقفه، ووفياً لوعده:
"عهدي لكم أن يبقى الأردن حراً، عزيزاً، كريماً، آمناً، مطمئناً."
في زمن اهتزت فيه المواقف، بقي عبدالله الثاني ثابتاً، قائداً يعرف أن العدل لا يحتاج إلى صخب، بل إلى ضمير حي وشجاعة لا تلين.
ومع هذا الموقف، يتجدد إيمان الأردنيين بوطنهم، ويزداد تمسكهم بقيادتهم التي لم تتراجع عن الحق، رغم عواصف السياسة ومغريات المال.
معك سيدي، سنبقى السند والدرع، فلا خوف على وطن يقوده ملك بمثل حكمتك وشجاعتك.