في زمن تتكاثر فيه الأزمات وتتعمّق فيه المعاناة، لا يقتصر الخطر على ما يجري على الأرض فقط، بل يمتد أيضًا إلى ما يُروَّج في الفضاء الإعلامي. فقد باتت حملات التضليل والتشويه أحد أخطر أدوات الصراع، تستهدف وعي الناس، وتزرع الشك، وتشوّه المواقف الوطنية والإنسانية.
من هذا المنطلق، تؤكد جمعية الإخاء الأردنية العراقية، برئاستي، أن من واجبنا كمؤسسات مجتمع مدني واعية أن لا نكتفي فقط بالاستجابة للأزمات ميدانيًا، بل أن نتصدى أيضًا لمحاولات قلب الحقائق، وزرع الانقسام، وتوجيه الرأي العام بطرق مضللة تخدم أجندات بعيدة عن مصالح الشعوب.
لقد أصبح واضحًا أن المعركة اليوم ليست فقط على الأرض، بل أيضًا على الوعي، وأن التضليل قد يكون أشد فتكًا من السلاح حين يُستخدم لهدم الثقة بين الناس، والتشكيك في المبادرات الصادقة، أو استهداف الدول والمجتمعات التي تعمل من أجل السلام.
من هنا، فإننا في الجمعية نؤكد على أهمية التثبت، والتحقق، ونشر الوعي، ونرفض كل أشكال الخطاب المحرّض والمضلّل، وندعو وسائل الإعلام والناشطين إلى تحمّل مسؤوليتهم الأخلاقية في نقل الحقيقة وعدم الانجراف خلف الإثارة أو الشائعات.
وبين كل هذا، تبقى رسالتنا في جمعية الإخاء ثابتة: الإنسان أولًا، والسلام هدف، والوعي هو الحصن الأهم في وجه الفتن والتضليل.