نيروز الإخبارية : أكد الخبير المختص في قطاع الذهب أسامة امسيح أن أداء الذهب يختلف بشكل واضح بين الأزمات الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية أو المالية، مشيرًا إلى أن كليهما يؤدي إلى ارتفاع سعر الذهب باعتباره "ملاذًا آمنًا"، لكن طبيعة هذا الارتفاع ومدّته تختلف بحسب نوع الأزمة.
وقال امسيح في حديثه لـ عمون، إن الأزمات الاقتصادية تؤثر على الذهب بشكل أعمق وأكثر استدامة، لافتًا إلى أن التغيرات الاقتصادية العالمية، مثل التعرفة الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ من نحو 2600 دولار إلى 3500 دولار، بزيادة بلغت حوالي 900 دولار.
وأضاف أن هذا النوع من الارتفاع غالبًا ما يكون طويل الأمد نتيجة تأثيرات اقتصادية جوهرية.
وأوضح مثالاً على ذلك في أزمة عام 2008، التي بدأت مع انهيار بنك "ليمان براذرز" في الولايات المتحدة، حيث ارتفع الذهب حينها من نحو 900 – 1000 دولار إلى 1900 دولار، وظل مرتفعًا لمدة سبع سنوات متتالية.
أما في الأزمات الجيوسياسية مثل الحروب أو التوترات الإقليمية، فأكد امسيح أن الذهب يشهد ارتفاعًا سريعًا ومؤقتًا مع بداية الأزمة، لكنه غالبًا ما يعود إلى الانخفاض بمجرد انحسار التوترات.
وأوضح امسيح أنه عند وقوع أزمة سياسية، يسارع البعض إلى شراء الذهب، لكنه سرعان ما يُباع مرة أخرى بمجرد تحسّن الأوضاع، لأن تأثير هذه الأزمات غالبًا ما يكون محدودًا، ويزول سريعًا، مضيفًا: "في المقابل، الأزمات الاقتصادية تكون أعمق وأطول أثرًا، بينما الأزمات السياسية أقل تأثيرًا وأضعف استمرارية.
ونصح امسيح، عند حدوث الأزمات السياسية وارتفاع أسعار الذهب، بالمسارعة في البيع، لأن تأثير هذه الأزمات قصير الأمد ولا يستند إلى تغييرات اقتصادية هيكلية، وغالبًا ما تعود الأسعار إلى مستوياتها السابقة بعد انتهاء الأزمة.