الوطن ليس مجرد قطعة أرض نعيش فوقها وليس فقط حدود جغرافية نعرف بها أنفسنا الوطن روح تسري في عروقنا وكرامة تصان بالدم وانتماء حقيقي لا يعرف المساومة أو التردد وفي الأردن نحن لا نتحدث عن وطن كبقية الأوطان بل عن قصة صمود ووفاء عن كيان صاغته دماء الشهداء وسقته دموع الأمهات وبناه الأحرار لبنة لبنة وسطره التاريخ بمداد من العزة
فإن لم تكن تحمل هم هذا الوطن فأنت حمل ثقيل عليه وهم يضاف إلى همومه
أن تكون ابن للأردن يعني أن تكون مسؤولا عنه بالمعنى والسلوك أن تحمل همه في قلبك وتضع مستقبله في حسبانك قبل أن تفكر في مصلحتك الشخصية فالوطن لا يحتاج إلى من يكتفون بالكلام وقت الرخاء ثم يلوذون بالصمت أو الهرب حين تشتد الأزمات الوطن بحاجة إلى من يضعونه أولا لا إلى من يتخذونه وسيلة أو يثقلونه بأعبائهم وأوهامهم
قواتنا المسلحة الأردنية الجيش العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية وفرسان الحق دائرة المخابرات العامة
هم النموذج الاسمى لهذا المعنى ليس طرفا في صراع ولا أداة لتحقيق أجندة بل هم حارس السيادة وحامي الحدود وصمام الأمان
جيشنا لا يدافع عن فئة ضد فئة ولا يفرق بين أبناء الوطن بل يقف على مسافة واحدة من الجميع لأنه الجيش العربي إنه الدرع الذي لا يلين والعين الساهرة التي لا تنام والسند الذي لا يتوانى في الدفاع عن تراب الأردن ومقدراته في وقت صارت فيه السيادة عملة نادرة في كثير من بقاع العالم
سيادة الأردن ليست شعار سياسيا بل هي جوهر وجودنا
هي مزيج من كرامة وتاريخ وهوية من يستهين بها يستهين بدماء الشهداء وبحقنا في العيش الامن المستقل لذلك، فإن الحفاظ على السيادة واجب لا يقتصر على الجيش وحده بل يمتد إلى كل فرد منا كلا في موقعه بفكره بصوته بوعيه بعمله بموقفه الشريف
حين تصبح الوطنية عبئا على البعض فاعلم أن الخطر ليس في الأعداء على الحدود بل في الذين لا يرون في الوطن إلا محطة مؤقتة أو فرصة خاصة
لكن الأردن لم ولن يكون كذلك هو وطن من لا وطن له وبيت لا يغلق بابه في وجه أحد لكنه لا يقبل في الوقت ذاته أن يكون أرضا للتخاذل أو الحياد أو العبث ولن يكون الاردن ساحة حرب لأي صراع ولن يسمح بتهديد أمنه واستقراره وسلامة مواطنيه فمن لا يشعر بهمه لا يستحق خيره ومن لا يقف معه يقف ضده ولو دون أن يشعر
الوطن ليس سلعة تفاوض ولا جدارا نسند عليه ضعفنا هو مسؤولية وواجب وعقيدة ومن لا يحمل هذا الهم يصبح هما ثقيلا على من يفعل
فلنكن على قدر المسؤولية
لنحمل هم الوطن لا من باب التذمر بل من باب الايمان الصادق بأننا شركاء في صونه
لنكن جنود في مواقعنا كما هم جنودنا على الحدود وصقور سلاح الجو
ولنحمل هم الأردن بحب بعقل بضمير لان من لا يحمل هم وطنه لا يستحق أن يحمل اسمه
عاش الأردن حرا عزيزا كريما أمن مطمئنا مزدهرا أبيا وعاش جيشه العربي رمزا للفداء والتظحية وحاميا لسيادة لا تقبل المساومة والمساس في الام والاستقرار.