في زحمة المُناسبات الوطنيّة وغمرة الفرح الذي يملأ الأرجاء ويسكن قلوب وبيوت الأردنيين، لا بُد أن نقف مرفوعي الرأس بما كُنا عليه وما وصلنا إليه؛ فما أجمل عباءة الفرح والفخر على الأردن، وما أوفى هذا الشعب الذي تناسى كُل همومه وظروفه في لحظة أن عاد التاريخ المجيد ذكراه العطرة التي أحييت فينا نفس الإنتماء الذي بالأصل لم يتوقف للحظة، وقد تزامن هذا في حضرة حاضر مليء بالإنجازات يحظى ويُفاخر بها العالم؛ وما هذا الذي تحقق كان من فراغ، وإنما جاء بفضل حكمة قيادة عظيمة عرفت كيف تأخذ الوطن إلى مسارات الإزدهار ، وشعب وفيّ أصيل صَبر وتصابر على الظروف القاسيّة والتحديات الكبيرة.
فسجلات الفخر عديدة، فمن الكرامة، إلى تعريب الجيش، ومن ثُم الإستقلال مروراً بذكرة الجيش وصولاً إلى الجلوس الملكي الـ٢٦ لقائد البلاد ومُعزز مسيرة العطاء جلالة الملك عبدالله الثاني، وتمتد إلى محافل وطنيّة وإنجازات عظيمة كللها الأوفياء بجُهدٍ صادق وعملاً دؤؤب متواصل. دون أن يُثني تحدٍ عن مواصلة النهضة والنهوض.
إن الأوطان لا تُبنى بالإمكانيات ولا الثروات إذا ما توافرت، لكنها في واقع الحقيقة، فإنها تُبنى بحرص القادة على أوطانهم ومستقبل أبنائهم، وهذا ما لمسناه خلال ٢٦ عاماً من جلوس الملك عبدالله الثاني على عرشه؛ وأيضاً تُبنى بعرق الأبناء وجهدهم الوطني وصبرهم وصلابتهم أمام الظروف الصعبة، والأردنيين بإلتفافهم حول وطنهم وقيادتهم أثبتوا على الدوام بأنهم شعب وفيّ وأصيل وعلى قدرٍ عال من الوطنية والإنتمائيّة، فكان شعارهم الأول هو أن يبقى الأردن أولاً وما مِن شيء يسبقه في الأولويّة.
هذه أيام أرنيّة بإمتياز، حيث يتجلى الفرح بأبهى صوره، الفرح الذي يعمُر في بيت كل أردني، والذي يغمر كُل قلب أردني وأردنيّة، حيث على هذه الرُقعة وفي أيام الفخر هذه يرقص البشر والحجر والشجر على أنغام الفخر بما تحقق من إزدهار وطن وطموحات شعب بعد مسيرة طويلة من العناء والعطاء إلى هذه اللحظات الفارقة والغامرة بالبهجة والإعتزاز.
تحيّة إلى قائد البلاد في ذكرى جلوسه، وإلى الجيش العربي الأردني في يوم الجيش، تحيّة لكل إنجاز يُحسب للأردن ويرفع إسمه عالياً بين الأمم، تحيّة لكل يدٍ عاملة، ولكل جُهد يُبذل في سبيل بناء الوطن البهيُ بقيادته، القويُ بتماسك أبنائه، والمَصون بحماية جيشه المصطفوي ومؤسساته الأمنيّة...