نحمد الله عز وجل على نعمة الأمن والأمان والاستقرار في وطننا الحبيب الأردن، هذا الوطن الذي ظلّ عبر تاريخه نموذجًا فريدًا في محيط يعجّ بالاضطرابات والصراعات. وإن نظرنا بعيون الواقع، لا بعين العاطفة أو ضباب الجهل، لأدركنا حجم النعمة التي نعيشها، وأدركنا أن الفطرة السليمة والعقل المستنير هما ما ميّز به الله شعب الأردن وقيادته.
الأردن، لم يكن يومًا صانع أزمات، بل كان دومًا المتأثر بها، والحامل لهمّ أمته، المدافع عن قضاياها، والملجأ لكل مستغيث. وعلى مدى تاريخه، ظلّ صوت الاعتدال والوسطية، ومنبرًا للحكمة، وركيزة للاستقرار في وجه الرياح العاتية التي عصفت بالإقليم.
وعندما نتحدث عن نعمة الأمن، فإننا لا نفصلها عن القيادة الهاشمية الحكيمة، وعن الشعب الأردني الواعي، وعن مؤسساته الوطنية وأجهزته الأمنية، التي شكلت معًا جدارًا صلبًا تصدّى لكل مؤامرة وتحدٍّ، فكان الأردن – دائمًا – كتفًا بكتف، صفًا واحدًا، في وجه كل من تسوّل له نفسه المساس بأمنه وكرامته.
وفي الوقت الذي نشهد فيه اليوم اختراقات أمنية خطيرة في دول كبرى، كانت تُعد منارات استقرار، نُدرك أن الهشاشة قد نخرت بعض أركان هذه الدول، وكشفت زيف قوتها. فالأمن لا يُصنع بالدعاية، بل بالثبات على المبادئ، وهو ما عُرف به الأردن منذ تأسيسه.
نحن نرى وطننا بعين المحبة والحرص، ونرى أعداءه بعيون يقظة، تملؤها روح التضحية، والوفاء، والاستعداد للشهادة. عيون لا تنام، لبواسل سلاح الجو الملكي، الذين يحرسون سماء الوطن، ولأبطال القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، الذين يحمون الحدود، ولكل جهاز أمني شكل مع مؤسسات الدولة درعًا حصينًا في وجه كل متربص.
حفظ الله الأردن، أقوى بقيادته وشعبه ومؤسساته، ونقولها بصوت يعلو فوق كل صوت: