في خيوط الشماغ الأردني نسجت ذاكرة وطن، وفي نقوشه تَجلّت ملامح المجد والكرامة. ليس مجرّد قطعة قماش تُلفّ على الرأس أو الكتفين، بل هو راية تتحدث بلغة الأصالة، وشاهد حي على الكبرياء الأردني الذي لا يلين.
الشماغ الأحمر والأبيض، هو أكثر من زيّ تقليدي، بل هو رمز سياديّ يميز الأردني في المحافل كافة، ويُعبّر عن الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية. ارتداه الفلاح والجندي، ورافق القائد في السهل والجبل، حتى أصبح جزءاً من صورة الوطن، ورمزاً لصموده وتاريخه.
لقد تجاوز الشماغ الأردني دوره كلباس، ليصبح لغة من لغات الشرف، حيث تراه يُرفع في الأزمات، ويُلفّ على رؤوس الفرسان في ميادين النضال، ويحمل رمزية اجتماعية رفيعة، يُمنح تقديراً، ويُهزُّ احتراماً.
ومع تطوّر الزمن، حافظ الشماغ على مكانته، بل وزاد بريقه، فأصبح حاضراً في الفعاليات الوطنية والمناسبات الرسمية والشعبية، حاضراً في الأناقة وفي الموقف، في الصورة وفي الحدث. وهو اليوم أكثر من أي وقت مضى، يحتاج أن يُكرَّم كإرث حضاري يجب المحافظة عليه، وحمايته من أن يتحوّل إلى مجرد "إكسسوار" يُفقده عمقه التاريخي والوطني.
الشماغ الأردني ليس موضة، بل هو عهد. هو تاريخٌ يُرتدى، وعزّة تُلبس، وهوية تُعلن بوضوح لكل العالم: "أنا أردني… وهذا هو رمزي".