في الخامس عشر من تشرين الأول لعام 2018، فقدت أحد قيادة البادية وحرس الحدود رجالها المخلصين، العقيد ممدوح خلف القمعان الزبن (أبو مالك)، الذي أمضى حياته في خدمة الوطن والدفاع عن ثغوره، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة كل من عرفه وزامله.
وُلد الزبن وترعرع في بيئة بدوية معروفة بصلابتها وكرمها، فحمل من صفاتها نخوة العربي الأصيل، وشق طريقه بثبات نحو سلك الجندية، حيث التحق مبكرًا بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، ليتدرج في الرتب العسكرية حتى بلغ رتبة عقيد، بعد مسيرة حافلة بالولاء والانضباط والعطاء الوطني.
الجندي الذي لم يتراجع
لم يكن العقيد الزبن مجرد ضابط يؤدي واجبه الوظيفي، بل كان قدوة في الميدان، حاضرًا في مواقع المسؤولية، مؤمنًا بأن خدمة الوطن شرف لا يقبل التهاون. عمل في عدة تشكيلات عسكرية وشارك في مهمات وواجبات وطنية حساسة، محققًا بذلك سمعة طيبة بين زملائه وقادته، الذين شهدوا له بالانضباط والهيبة والحكمة.
رجل الموقف والكلمة
عرفه الناس خارج الميدان بنفس القدر من الاحترام، فكان صاحب رأي رزين، وصوت عاقل في حل النزاعات، ووجهًا مألوفًا في المجالس الوطنية والعشائرية، حيث كانت له مساهمات في إصلاح ذات البين، مستندًا إلى سمعته الطيبة وانتمائه الصادق لتراب الوطن.
وداع يليق برجل
في صبيحة يوم الاثنين، شيّعت جموع غفيرة من أبناء لواء الجيزة والقرى المجاورة جثمان الفقيد، من مسجد نتل الكبير إلى مقبرة البلدة، وسط مشاعر من الحزن والفخر برجل قدم الكثير وسكن القلوب.
ترك العقيد ممدوح خلف القمعان الزبن خلفه إرثًا من الوفاء، وسيرة ناصعة تشهد له بحسن الأداء ونقاء السريرة. وما زال أهله وأصدقاؤه يذكرونه بكل احترام، متحدثين عن رجل لم تغره الرتبة، ولم تغب عنه الحكمة، فظل على الدوام مثالًا للمخلصين من أبناء الجيش العربي.
إرث من القيم
رحل أبو مالك القمعان ، لكن قيمه لا تزال حية، تُروى للأجيال القادمة، كأنموذج للرجل الأردني الذي نشأ على حب الوطن، والإخلاص للقيادة، والتفاني في أداء الواجب...