في زمنٍ مضطرب، حيث تهاوت دول وتبدّلت أنظمة، وقف الأردن شامخًا بهيبة قائده. ستة وعشرون عامًا مرّت منذ أن اعتلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عرش الحكم، لا كحاكمٍ فحسب، بل كربّانٍ يقود سفينة الوطن وسط أمواج متلاطمة من الأزمات.
ليست المسألة عددًا من السنوات، بل هي محطات من الحكمة، والمواقف، والصبر. في عهده، لم يعرف الأردني طعم الفراغ السياسي، ولم تفقد الدولة توازنها رغم ضيق الموارد وتكالب الضغوط. اختار جلالته الإصلاح لا الفوضى، والكرامة لا التبعية، والحوار لا العنف.
الملك الذي حمل القدس في قلبه، ورفض المساومة على الوصاية، هو ذاته الذي زار أصغر قرية وسمع أبسط مواطن. بوصلة واحدة لم تتغير: الأردن أولًا... والإنسان محوره.
ستة وعشرون عامًا من الصدق، من التعب، من الرؤية التي سبقت الأحداث. فهل يفيه الحبر حقّه؟
دمتَ يا أبا الحسين ذخرًا للأردن، وضميرًا ناطقًا باسمنا جميعًا في زمن صمتت فيه كثير من الضمائر.