تسعون دقيقة تنافسٍ وجهودٍ وكفاح، ثم تخمد كرة القدم لتبدأ مفاعيل علاقات الأخوة العريقة التي جمعت الشعبين الأردني والعراقي من الأزل وإلى الأبد.
الترحيب الأردني الشعبي والرسمي بالبعثة العراقية ونجوم وكوادر كرة القدم العراقية هو الأصل والطبيعي والثابت الذي لا تحول فيه ولا اصطناع ولا غاية ولا مصلحة !!
العراقيون في الأردن أهل بيت وأصحاب دار، لهم الكرامة والحشمة والمودة التي يستحقونها، لما يتمتعون به من مناقب عربية اصيلة، نابعة من محبتهم للأردن شعبًا وأرضًا وسماء وعرشًا.
والعراقيون في بلدهم الثاني الأردن، جالية محترمة ليست رثة، هم جزء من القوة الاقتصادية والثقافية والإعلامية المؤثرة، وهم جزء من الأمن الوطن الأردني الشامل.
وأزيد فأقول، أن العراقيين في الأردن سيحملون، لو اقتضى الأمر، السلاح جنبًا إلى جنب أشقائهم الأردنيين دفاعًا عن أمن الأردن واستقراره ونظامه السياسي.
وها هي مقبرة شهداء الجيش العراقي في المفرق، شاهدة على انخراطهم العميق العريق في قضايا الأمة.
وحيثما يتلفّت العراقي في الأردن، سيجد له عشرات المواطنين الذين يعربون عن سعادتهم به.
لقد درست العراق عشرات آلاف الطلبة الأردنيين في جامعاتها، قدمت لهم المنح الدراسية والسكن الداخلي والكتب والأزياء الجامعية والرواتب الشهرية !!
هؤلاء الطلبة أصبحوا قيادات سياسية واقتصادية وعسكرية وثقافية وإعلامية.
علاوة على أن العراقيين أخوال عشرات الآلاف من أبناء الأردن وبناته.
نحن والعراق "سُكّر في مي" كما يقول الطفايلة، و"عسل على إشطة" كما يقول الخلايلة.
ولن يتمكن الدس المعادي الصهيوني الطائفي المعروف المكشوف، ولا التعبئة الشعوبية، من التأثير على علاقات أخوة ومساندة ومودة عمرها آلاف السنوات.
كل ما تقدم لا يعني ابدًا ان لا نخوض منافسة كروية بلا هوادة، وبذل أقصى الجهود للفوز على منتخب الأشقاء، فلأجل الفوز جاءوا، ولأجل الفوز نلقاهم.