نستذكر بكل فخر واعتزاز تلك اللحظات التاريخية التي أطلق فيها الشريف الحسين بن علي رصاصة الثورة في العاشر من حزيران عام 1916 فلم تكن مجرد رصاصة خرجت من بندقية بل هي صرخة مدوية في وجه الظلم والاستبداد و بداية يقظة وانطلاقة أمة نحو التحرر وهي شهادة للتاريخ على إرادة العرب حين توحدوا لخلع طاعة الدولة العثمانية وإقامة دولة عربية موحدة.
تعتبر الثورة العربية الكبرى نقطة تحول في التاريخ العربي الحديث إذ سعت إلى توحيد العرب في دولة مستقلة تمتد من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام والعراق وأسست لمرحلة ما بعد الدولة العثمانية وهيأت الأرضية لنشوء الدولة الوطنية الحديثة وكان نواتها الأولى تأسيس إمارة شرق الأردن و كذلك شكلت حجر الزاوية في هندسة وبناء الهوية الاردنية.
يمثّل الجيش العربي سياج الوطن وعنوان أمنه واستقراره حيث حمل منذ نشأته إسم "الجيش العربي" في إشارة صريحة إلى التزامه بالمشروع القومي العربي وهو الوريث الحقيقي لرسالة الثورة العربية الكبرى والقيم التي حملتها ويجسدها من خلال الدفاع عن الوطن و المشاركة في قضايا الأمة والحفاظ على الاستقلال والسيادة وهو الامتداد الطبيعي لجيشها فقد ارتبط تاريخه ارتباطًا وثيقًا بها
كما شكل ركنًا أساسيًا من أركان الدولة الأردنية لما له من مساهمة كبيرة في تطور الدولة وتحديثها على كافة المستويات فكان ينمو مع نمو الدولة ويتطور بفضل الرعاية الهاشمية حتى أصبح قوة احترافية تحظى بالإحترام داخليًا وإقليميًا ودوليًا مع حفاظه على ارتباطه الوثيق بالهوية الوطنية والسيادة السياسية.
حري بنا في هذا اليوم الوطني أن نستحضر تضحيات الرجال الذين ضحوا بأرواحهم و حملوا على أكتافهم أمانة الدفاع عن الوطن وهويته وسيادته وهي فرصة نقف فيها أمام أنفسنا لنتسائل ماذا قدمنا وماذا يمكن أن نضيفه الى ما أنجزه من سبقنا وهي مسؤولية جماعية لنكمل مسيرة البناء سائلين الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبات على الوطن وقائد الوطن وسمو ولي العهد والأسرة الأردنية بالخير واليمن والبركات وأن يحفظ الأردن وجيشه وأجهزته الأمنية وجمبع مؤسساته وأن يديم عليه الأمن والاستقرار.