في التاسع من حزيران، لا يُعد هذا التاريخ يوماً عادياً في الوجدان الأردني، بل هو مناسبة وطنية عزيزة نستحضر فيها ذكرى جلوس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم على العرش، حيث مضى ستة وعشرون عاماً من العطاء والالتزام والإنجاز.
لقد شكّل هذا اليوم محطة مفصلية في تاريخ الدولة الأردنية، انطلقت فيها مسيرة قائد كرّس جهده ووقته لخدمة الوطن والمواطن، مؤمناً بأن نهضة الأردن تقوم على الثقة بطاقات شبابه، والإيمان بقدرتهم على صياغة المستقبل والمساهمة الفاعلة في مسيرة البناء والتحديث.
على مدى أكثر من ربع قرن، واجه الأردن في عهد جلالته تحديات إقليمية دقيقة وتحولات عالمية متسارعة، إلى جانب ظروف داخلية اقتصادية واجتماعية معقدة، غير أن البوصلة الوطنية لم تنحرف، وبقيت الرؤية واضحة والمسار ثابتاً، مدفوعاً بإرادة القيادة ووعي الشعب.
وفي ظل نهج إصلاحي شامل، قاد جلالته عملية تحديث الدولة في محاورها السياسية والإدارية والاقتصادية، إيماناً منه بأن التطوير ليس ترفاً، بل ضرورة ملحة تفرضها المتغيرات العالمية، ويجب أن تكون بإرادة الأردنيين أنفسهم، من خلال شراكة واعية بين القيادة والشعب.
لم يكن المواطن في عهد جلالة الملك مجرد رقم في معادلات التنمية، بل كان محور الاهتمام، وركيزة في كل خطوة إصلاحية، ومركزاً في كل رؤية مستقبلية.
واحتفال الأردنيين بهذه المناسبة الغالية لا يقتصر على الكلمات والخطابات، بل هو دعوة للتأمل والتجديد:
تجديد الإيمان بأن الأردن سيبقى، كما عهدناه، واحة أمن واستقرار.
وتجديد الالتزام بتحمّل المسؤولية الوطنية بوعي وانتماء.
وتجديد المحبة والولاء لقائد أثبت أن القيادة ليست منصباً بل رسالة.
كل عام والأردن أقوى بقيادته الهاشمية، وشعبه الواعي، وأبنائه المخلصين.