في عيد الجلوس الملكي السادس والعشرين، نستذكر بكل فخر واعتزاز اللحظة التي تسلّم فيها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظه الله – سلطاته الدستورية في السابع من شباط عام 1999، ليبدأ الأردن منذ تلك اللحظة مرحلة جديدة من البناء والتحديث والعطاء المستمر، وسط تحديات محلية وإقليمية وعالمية لم تثنه عن المضي في طريق الإصلاح والنهوض.
ستة وعشرون عامًا من العطاء، تحققت خلالها إنجازات عظيمة على مختلف الصعد، فشهدت المملكة تطورًا اقتصاديًا ملحوظًا من خلال تعزيز بيئة الاستثمار، وتطوير البنية التحتية، وتمكين الشباب، ودعم المشاريع الريادية، مما أسهم في تحفيز النمو الاقتصادي رغم التحديات.
وعلى الصعيد الثقافي والاجتماعي، رسّخ الأردن بقيادة جلالته قيم التسامح والانفتاح والحوار، وعزّز من مكانته كدولة تستند إلى الإرث الهاشمي العريق، وتنفتح على العالم بثقة واعتدال، فغدت العاصمة عمّان حاضنةً للفكر والثقافة والإبداع.
أما في مجال التعليم، فقد قاد جلالة الملك مسيرة تطوير شاملة لمخرجات التعليم، وإدخال التكنولوجيا في المدارس والجامعات، بما يتماشى مع متطلبات العصر، وسعى جلالته إلى ربط التعليم بسوق العمل واحتياجات التنمية المستدامة.
وفي السياحة، لم يدخر الأردن جهدًا في الترويج لثرائه التاريخي والديني والطبيعي، فباتت المملكة وجهةً مفضلة للزوار من مختلف أنحاء العالم، تُعرف بأمنها وجمالها وتراثها العريق.
ولم يكن القطاع الرياضي بعيدًا عن رؤية جلالة الملك، إذ حظي بدعم متواصل انعكس على إنجازات الشباب الأردني في المحافل الإقليمية والدولية، وبرزت أسماء أردنية لامعة تشق طريقها بثقة بفضل هذا الدعم.
كما شهدت المؤسسات العسكرية والمدنية تطورًا نوعيًا في الأداء بفضل إدخال التكنولوجيا والأنظمة الحديثة، مما عزز من كفاءة العمل ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني، في هذا اليوم المجيد، نقف إجلالًا واعتزازًا بقيادتكم الحكيمة، ونسأل الله أن يمدّ في عمركم، ويحفظكم ذخرًا لهذا الوطن الغالي، وأن يديم على أردننا نعمة الأمن والاستقرار والازدهار.
كل عام وجلالتكم بخير... وكل عام والأردن أقوى بقيادتكم.