احتفال وطني بمناسبة عيد الاستقلال في بيت
عرار الثقافي برعاية الوزير الاسبق عبيدات .. صور
نيروز – محمد محسن عبيدات
بأجواء وطنية مفعمة بالولاء والانتماء، وبرعاية
معالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات، نظّمت جمعية يمان الخير الثقافية احتفالاً
وطنياً مميزاً بمناسبة عيد الاستقلال الـ79 للمملكة الأردنية الهاشمية، وذلك في بيت
عرار الثقافي بمدينة إربد، بمشاركة نخبة من الشخصيات الثقافية والعسكرية والفنية، وحضور
نوعي من أبناء المجتمع المحلي، في فعالية عبّرت عن اعتزاز الأردنيين باستقلالهم وبقيادتهم
الهاشمية الحكيمة.
راعي الحفل الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات،
وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق، أكد على مكانة الأردن كأنموذج في الأمن والاستقرار،
بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ودور القوات المسلحة الأردنية – الجيش
العربي في حماية الوطن وصون منجزاته. وفي كلمته، استذكر الدكتور عبيدات تاريخ الدولة
الأردنية بقيادة الهاشميين منذ تأسيس الإمارة على يد المغفور له الملك عبد الله الأول،
مرورًا بجلالة الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – وصولًا إلى العهد الزاهر لجلالة
الملك عبد الله الثاني، الذي يقود المملكة اليوم بحكمة واقتدار في ظل تحديات إقليمية
ودولية غير مسبوقة. وأشاد عبيدات بدور القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة
الأمنية، التي أثبتت على الدوام أنها درع الوطن وسياجه الحصين، مؤكدًا أن هذا الجهاز
الوطني يشكل مصدر فخر لكل أردني، لما يتحلى به من انضباطية وكفاءة عالية. كما أشار
عبيدات إلى أن الأردن كان ولا يزال ملاذًا آمنًا للأشقاء العرب في أزماتهم، مؤكدًا
أن هذا الدور الإنساني والسياسي يعكس القيم الهاشمية الأصيلة، وحرص القيادة الأردنية
على تمثيل صوت الاعتدال والحكمة في المنطقة. وأضاف: "بفضل القيادة الهاشمية، أصبح
الأردن مرجعًا للدبلوماسية العاقلة، وصوتًا حكيمًا في المحافل الدولية، يقود القضايا
العربية والإسلامية برويّة وعمق استراتيجي." وفي سياق الاحتفاء بالمناسبات الوطنية، شدد عبيدات على أن الاستقلال لم
يكن مجرد مناسبة وطنية، بل هو خلاصة نضال شعب وقيادة، مستعرضًا أبرز محطات البناء والإنجاز
في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني، لا سيما في مجالات التعليم، والاقتصاد، وتطوير
البنية التحتية، وتعزيز الحريات العامة. وفي ختام كلمته، تقدم الدكتور عبيدات بأسمى
آيات التهنئة والتبريك إلى مقام جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي العهد
سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وإلى أبناء الشعب الأردني، بمناسبة عيد الأضحى
المبارك، سائلاً الله أن يعيده على الأردن باليمن والبركات، وعلى الأمتين العربية والإسلامية
بالأمن والخير والسلام.
افتُتح الحفل بكلمة لرئيس الجمعية الفنان
عمر السقّار، رحّب فيها براعي الحفل والحضور الكريم، مؤكدًا أن تنظيم مثل هذه الفعاليات
الوطنية هو جزء من رسالة الجمعية في ترسيخ قيم المواطنة وتعزيز الوعي الجمعي بأهمية
الاستقلال، وأضاف: "عيد الاستقلال ليس مجرد ذكرى، بل هو مناسبة لتجديد العهد والانتماء،
وتأكيد التلاحم بين القيادة والشعب، ونقل هذه الرسالة للأجيال القادمة." وأشار
السقّار إلى أهمية بيت عرار كرمز ثقافي وشاهد على تاريخ الحركة الوطنية والأدبية الأردنية،
قائلاً: "نحتفل اليوم في مكان يشكل ذاكرة حية لأحد رموز الأدب الوطني، الشاعر
مصطفى وهبي التل – عرار، الذي آمن بالحرية والهوية الأردنية، وهو ما يتقاطع مع روح
الاستقلال".
وفي كلمة مؤثرة، تحدث العميد المتقاعد محمد
المناجرة، رئيس تجمّع إربد للمتقاعدين العسكريين، عن المعاني العظيمة التي يحملها يوم
الاستقلال، مؤكداً أن هذا اليوم هو ثمرة نضال وتضحيات الجيش العربي الأردني الباسل،
الذي سطّر بطولات مشرفة في الدفاع عن الوطن. وقال: "الاستقلال هو لحظة عزّ لنا
جميعًا، وهو ثمرة للدماء الزكية التي قدّمها أبناء القوات المسلحة في سبيل بقاء الأردن
حرًا عزيزًا. ونحن كمتقاعدين عسكريين، لا زلنا نحمل نفس القسم ونفتخر بماضينا ومُستعدون
دومًا لخدمة وطننا".
في كلمة معبرة ألقتها عن القطاع النسائي،
تحدثت الدكتورة سناء عبابنة عن المكانة المتقدمة التي وصلت إليها المرأة الأردنية في
ظل القيادة الهاشمية، مشيرة إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني أولى المرأة اهتمامًا
خاصًا، ودعمها لتتبوأ مناصب قيادية في مختلف مفاصل الدولة. وأضافت:"نحن نحتفل
بالاستقلال، ونحتفل بتمكين المرأة الأردنية، التي أصبحت وزيرة ونائبة وسفيرة وقاضية،
وهذا ثمرة للنهج الإصلاحي الذي يقوده جلالة الملك، وإيمان القيادة بقدرات الأردنيات."
كما شددت على أن المرأة اليوم شريك حقيقي في التنمية وصناعة القرار، وهي تحمل مسؤولية
وطنية في تعزيز قيم الانتماء وتربية الأجيال على حب الوطن.
بدوره، أكد الأستاذ رضوان النعسان على أن
الاستقلال هو محطة تاريخية فارقة في بناء الدولة الأردنية الحديثة، مشيدًا بدور القيادة
الهاشمية في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار. وأضاف: "في زمن تعصف به الأزمات حولنا،
استطاع الأردن بقيادة جلالة الملك أن يبقى واحة أمن واستقرار، وهذا ليس وليد الصدفة،
بل نتيجة حكمة سياسية وجهود دبلوماسية، وسياسات داخلية رشيدة تضع الإنسان في صميم أولوياتها".
من جهته، قدّم الرحالة العربي السوري إحسان
نصر كلمة تحدث فيها عن مبادرته التي أطلقها بعنوان "أطول رسالة شكر"، وهي
رسالة موجهة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني، تعبيرًا عن الامتنان لدوره في نشر قيم
السلام والمحبة، ليس فقط في الأردن، بل على مستوى الإقليم. وقال نصر: "أجوب العالم
العربي حاملاً رسالة شكر باسم الشعوب، لأن الأردن بقيادة الملك عبد الله أصبح رمزًا
للسلام والاعتدال، وصوتًا عاقلاً في زمن الصراعات".
وتخلل الحفل فقرة شعرية شارك فيها نخبة من
الشعراء الذين أبدعوا في تقديم قصائد وطنية تُمجّد الاستقلال، منهم: الشاعر سمير قديسات،
الشاعر أحمد طناش شطناوي، الشاعر حسين التُّرك، الشاعرة وصال الصقّار، وقد ألهبت القصائد
حماس الحضور لما حملته من معاني الفخر والانتماء بالوطن والقيادة الهاشمية وتجسيدها
لروح العروبة. كما تميز الحفل بفقرة فنية قدمها الفنان جميل دخّان، بمرافقة الفنان
خالد أحمد، حيث قدّما مجموعة من الأغاني الوطنية التي لامست مشاعر الحاضرين وأضفت طابعاً
فنياً راقياً على الأمسية الوطنية.
اختُتم الحفل بكلمات شكر وعرفان من رئيس الجمعية
عمر السقّار لكافة المشاركين والداعمين والضيوف، متمنيًا دوام الاستقرار والازدهار
للوطن تحت ظل الراية الهاشمية، ومؤكدًا استمرار الجمعية في دعم الثقافة الوطنية والمناسبات
الهادفة التي تجمع بين الكلمة والفن والتاريخ. وقد عبّر الحضور عن فخرهم واعتزازهم
بقيادتهم الهاشمية، مشيدين بجهود جمعية يمان الخير الثقافية في تعزيز روح الانتماء
الوطني والتواصل الثقافي.