في عالم القيادة، كثيراً ما نُخطئ عندما نربط بين "القائد" و"الرسمية الجامدة"، فننسى أن القيادة ليست مجرد أوامر وخطط وتقارير، بل هي روح، تأثير، ولمسة في القلب.
أنا زيد أبو شقرة، ناشط وقائد شبابي داخل وخارج جامعة اليرموك، أكتب لكم اليوم من واقع تجربة حقيقية ومن قلب يمتلئ حباً وفخراً بكل متطوع، وبكل شاب وشابة اختاروا أن يكونوا جزءاً من التغيير.
الفرق بين القائد الناجح والقائد الفاشل ليس بالمنصب ولا باللباس الرسمي، بل في أسلوب التعامل، في بناء العلاقات، في خلق بيئة يشعر فيها الجميع بأنهم جزء من الفريق، لا مجرد أرقام أو أسماء على ورق.
القائد الناجح لا يجعل "الرسمية" حاجزاً بينه وبين المتطوعين. هو يعرف متى يضحك، متى يمازح، متى يشاركهم لحظة فرح أو حتى لحظة تعب. هذا لا يُضعف هيبته، بل يعزز مكانته في القلوب. لأن القائد الناجح يوازن بين الجدية والمرونة، بين الحزم والإنسانية.
نعم، كل موقف له مقامه. لا كل شيء يُؤخذ بالمزاح، ولا كل شيء يُدار بالجدية المفرطة. القائد الذكي هو من يقرأ المواقف، يفهم النفسيات، ويُحسن التصرف بحسب الحالة. وبكل صدق، لو كنت أنا زيد دائماً رسمي، ما كنت وصلت اليوم لآلاف المتطوعين حولي، ولا بنيت هذه الثقة المتبادلة، ولا هذا الحب والاحترام المتبادل.
لأني كنت متعاوناً، قريباً، أُصغي قبل أن أتكلم، وأتقبل النقد بكل رحابة صدر، وكنت أمزح حين يحتاج الجو للمزاح، وأكون صارماً عندما يتطلب الموقف ذلك، خلقت بيئة يشعر فيها كل متطوع أنه ليس تابعاً، بل شريكاً في النجاح.
أنا اليوم أوجه رسالتي لكل قائد شاب، لكل شخص يسعى أن يترك أثراً في مجتمعه:
كونوا قادة بقلوبكم قبل مناصبكم.
شاركوا المعلومة، لا تحتكروها.
ادعموا من يستحق، أعطوا من يُثابر.
كونوا القادة الذين يلهمون، لا يُرهبون.
القائد الحقيقي هو من يرى في كل فرد من فريقه إنساناً يستحق التقدير، لا ترساً في آلة.
وأقولها من القلب:
ما أحلى التطوع عندما يكون بدافع الحب، لا المجاملة.
ما أجمله عندما يكون بعيداً عن الرسمية الثقيلة، قريباً من القلوب.
وما أروعه حين يُدار بروح الفريق، لا بسلطة القائد!
أنا هنا لأجلكم، أساند، أدعم، أشارك. لا أحتكر معلومة، ولا أحصر الدعم في جهة واحدة. كل من يستحق، له مكان ومكانة.
شكرًا لكل من شاركني هذا الطريق، ولكل من آمن أن القيادة … هي مسؤولية، حب، وتأثير.
يعطيكم ألف عافية جميعاً، وأتمنى أن نكون جميعاً قادة يحملون الأثر، لا الأوامر فقط.