رغم أنه مصنّف كمركز صحي "أولي"، إلا أن مركز صحي القادسية في محافظة جرش أثبت كفاءة استثنائية في تقديم خدمات صحية شاملة، تتجاوز بكثير ما يُفترض أن يقدمه مركز من هذا التصنيف. فقد أصبح هذا المركز، الواقع على أرض مساحتها (4) دونمات والمقام عليه بناء بمساحة (900) متر مربع، الملاذ الأول لما يقارب 80% من سكان محافظة جرش، وخاصة بعد إغلاق المركز الطبي الشامل لأغراض الصيانة.
من خلال مذكرة رسمية صادرة عن وزارة الداخلية بتاريخ 4/5/2025، تم توثيق واقع الحال في المركز، حيث بلغ عدد مراجعيه الشهري قرابة (10,000) مراجع، موزعين على مختلف التخصصات والخدمات، أبرزها:
طب عام: 7000 مراجع شهريًا
طب أسنان: 2000 مراجع
طب الأسرة: 1200 مراجع
خدمات الأمومة والطفولة، وعيادة ما قبل الزواج، وفحص الأمراض المزمنة، والتطعيمات (الحج والعمرة)
فحوصات الزواج: 300 شهريًا
عيادة التدخين: 250 مراجعا
ورغم محدودية المبنى وتوصيفه الفني، إلا أن الطاقم الطبي والإداري، بقيادة الدكتور بلال الطيطي، تمكّن من تنظيم العمل بكفاءة عالية، وتوفير العلاجات للمراجعين، وتقديم خدمات تُضاهي تلك المقدمة في المراكز الشاملة. ويبلغ عدد الكوادر العاملة في المركز 57 موظفًا، بينهم أطباء أسرة، وأطباء أسنان، وممرضين، ومهن مساندة، وصيادلة، وإداريين.
ويُمثل الدكتور بلال الطيطي، مدير المركز، نموذجًا فعليًا لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في الإدارة الفعالة والإنجاز الميداني، حيث استطاع تحويل مركز أولي محدود الإمكانات إلى محطة صحية متكاملة تُقدّم الرعاية لمعظم سكان المحافظة، ضمن إدارة واعية وميدانية تُقدّر احتياجات المواطنين وتسعى لحل مشاكلهم بشكل مباشر.
وقد حظي المركز بزيارة سمو ولي العهد خلال شهر رمضان، ما يعكس الاهتمام الملكي بالواقع الصحي للمواطنين ويدل على أن هذا المركز يُجسد توجهات الدولة في رفع سوية الخدمة العامة، خصوصًا في المناطق ذات الكثافة السكانية خارج العاصمة.
ورغم كل هذه الجهود، تبقى الحاجة ماسة إلى إعادة النظر في تصنيف المركز، وتوسعة مبناه، أو تسريع إنجاز صيانة المركز الطبي الشامل في جرش، لضمان توزيع العبء وتقديم الخدمة بجودة واستدامة.