السؤال الذي يراود أغلبية الناس اليوم، ما المصير المنتظر للحوثيين؟. وهل من الممكن أن يستمر وجودهم الحالي في الشمال لمدة أطول؟. وهل هناك فرص للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة مع الجماعة تقود إلى سلام مستدام؟.
بالطبع المشروع الحوثي مشروع موت ودمار وخراب، حيث لا تكتب الديمومة والاستمرارية للمشاريع القائمة على العنف والفوضى، ومن المتوقع سقوط هذا المشروع، مع توالي مراحل الصراع وتعاقب الأحداث، وقد بدأ المشروع الحوثي يفقد للتأييد الشعبي، وبدأت تتناقص أعداد مؤيدية، كما أخذت تتبلور قناعات راسخة لدى الناس في مناطق سيطرته، حتى ممن كانوا ضمن المناصرين للمشروع الحوثي وذلك بضرورة الخلاص من هذا المشروع الفوضوي، سيما في ضوء الظلم المتنامي، وانتهاك الحقوق والحريات الأساسية للمواطن، وفرض الجبايات غير القانونية على المواطنين، وسلب حقوقهم وممتلكاتهم، تحت حجة تمويل المجهود الحربي، في حروب لا يعلم أحدا عن نهايتها، وعن الكوارث التي قد تسفر عنها. فكلما انتهت حرب دُشنت أخرى، من حروب الداخل إلى الحرب الإقليمية، إلى المعارك مع أطراف دولية، دون أن تعير الجماعة الحوثية اي اعتبار للتداعيات المدمرة على الاقتصاد والبنية التحتية، إذ لا تؤمن الجماعة الحوثية سوى بفكرها الديني المتزمت ومشروعها السياسي السلالي، القائم على التمييز بين أفراد المجتمع، ومنح امتيازات لطبقات اجتماعية دون غيرها.
تنتعش المشاريع الضيقة للجماعات، في ظل البيئات التي يسود فيها الجهل والتخلف، ويغيب عن أفرادها الوعي الوطني، إذ لا تضع الجماعة الحوثية مسألة البناء والاستقرار ضمن جدول أجندتها، أو تلي أهمية لحياة مواطنيها وإخراج شعبها من الحصار الخانق، حيث وصلت الأوضاع المعيشية تحت سيطرة الجماعة إلى قمة السوء، وما من حلول متوافرة اليوم لتجاوز ذلك الواقع المستفحل سوى التخلص من الجماعة الحوثية، وقد بدأت بوادر ذلك الخلاص، وأخذت سمعة وشعبية الجماعة تتآكل، وحتما سيأتي ذلك اليوم الذي يتفكك فيه هذا المشروع، وتُطلق رصاصة الرحمة على جسد الجماعة الذي انهكته الحروب والأزمات.