في البداية، أتقدّم بأصدق التهاني والتبريكات لسعادة النقيب الأستاذ يحيى أبو عبود، وللسادة أعضاء مجلس النقابة المنتخبين، راجيًا من الله أن يوفقهم جميعًا في حمل الأمانة، والعمل لما فيه رفعة المهنة، وصون كرامة المحامين والمحاميات، وتحقيق مبدأ العدالة الذي ننادي به دومًا.
لكن، ومن منطلق الحرص على مصلحة النقابة والمهنة، لا بد من الوقوف عند الواقع المؤسف الذي رافق الانتخابات الأخيرة.
ما جرى لم يكن مجرد خلل عرضي، بل فوضى حقيقية وتنظيم هزيل لا يليق بمؤسسة عريقة كمؤسسة المحاماة. من غير المعقول أن أنتظر ما يقارب ساعتين فقط حتى أتمكن من الإدلاء بصوتي، في ظلّ زحام غير مبرر، وضعف في التنسيق، وغياب الترتيب عند مراكز الاقتراع.
والأكثر استغرابًا، هو أسلوب بعض المناديب المكلّفين على الصناديق… طريقة التعامل، الأسئلة، الفوضى، وحتى محاولات التدخّل غير المبرر.
معقول أصل مرحلة أشعر وكأنهم راح يوقفوني أو يحققوا معي؟!
والمؤسف أكثر… أن بعض هؤلاء المناديب – ويا ريت كانوا محامين – كانوا يتعاملوا مع المحامين وكأنهم عابري سبيل مش أصحاب حق وانتخاب.
كل هذه المشاهد لا تليق بنا، لا تليق بنقابة مهنية، ولا تمثل الطموح الذي نحمله لمستقبل مهنتنا.
وفوق كل هذا، لمستُ – كما لمس كثيرون – غياب روح الزمالة، وظهور سلوكيات تتنافى مع أخلاقيات المهنة. التنافس الشريف اختفى، وحل مكانه التلميح، والتشكيك، والإساءة، والخذلان... لا سيما حين يتعلق الأمر بالمرشحات النساء، اللواتي لم يحصلن على الدعم الكافي، فقط لكونهن نساء.
وهذا سؤال مفتوح: هل ما زالت الكفاءة في نظر البعض مرتبطة بالجندر؟!
ورغم مروري بظرف صحي صعب في ذات اليوم – بدخول والدتي إلى المستشفى صباحًا – أصررت على أن أمارس حقي، وأكون حاضرة، لأنني مؤمنة أن صوتي جزء من مسؤوليتي تجاه النقابة.
لكن للأسف، ما رأيته لم يكن مشرفًا ولا محفزًا.
واليوم، بعد انتهاء الانتخابات، أؤكد أن كل إساءة صدرت بحقي – من أي طرف – لن تمر مرور الكرام.
سأتخذ الإجراءات القانونية اللازمة، وبكل احترام للنقابة ولزملائي، لأن الكرامة لا تُساوَم، والمحاسبة حق.
وفي هذا المقام، لا يسعني إلا أن أتقدّم بجزيل الشكر والامتنان لكل من تواصل معي، سواء صوّت لي أو لم يصوّت، سواء وجّه كلمة دعم أو عبّر عن رأي باحترام.
مشاركتي في هذه الانتخابات – كأول تجربة لي بالترشح لمركز نقيب – كانت شرفًا بحد ذاتها، وكانت فرصة حقيقية للتعلّم والاقتراب أكثر من الزميلات والزملاء.
وأحب أن أؤكد أن الزملاء الذين منحوني أصواتهم، والذين لم تمنحني الظروف ثقتهم، هم في نظري سواء… فنحن ستة مرشحين لم يحالفنا الحظ، لكننا تشاركنا نفس الطريق، ونفس الهدف.
رسالتي هذه ليست رد فعل على النتيجة، ولا انفعالًا بسبب الخسارة، بل نابعة من حرص صادق على المهنة التي نعتز بها جميعًا.
أكتبها من القلب، لأن ما يجمعنا يجب أن يكون أعمق من الأصوات، وأقوى من الصناديق.