ما هو البول؟ وماذا يميّز بول الإبل؟ البول هو سائل سام ينتج في جسم الإنسان والحيوان نتيجة عملية تنقية الدم داخل الكليتين، يتم التخلص من هذا السائل المحمّل بالبكتيريا والنفايات العضوية وغير العضوية والأملاح واليوريا والأحماض من خلال عملية التبول، ويشبهه بعض العلماء بمياه الصرف الصحي في المدن، كونه يحمل موادًا يطردها الجسم بعد انتهاء الحاجة إليها، أما بول الإبل، فيحتوي على تركيز أعلى من هذه السموم مقارنة بأنواع أخرى، بسبب قدرة الجمل الفسيولوجية الفريدة على الاحتفاظ بالماء لفترات طويلة في بيئة الصحراء القاسية.
انتشار الظاهرة ومزاعم الفوائد الطبية
في السنوات الأخيرة، انتشر تناول بول الإبل بين بعض فئات المجتمع، بدافع اعتقادهم بامتلاكه خصائص علاجية متنوعة، منها محاربة الخلايا السرطانية، علاج الصدفية، أمراض القلب، الأمراض الجلدية، وحتى تحسين الأداء الجنسي. ومع ذلك، لا توجد أي دراسة علمية محكمة أو معترف بها عالميًا تؤكد فعالية هذه الممارسة، بل إن الجهات الطبية تحذر منها بشكل صريح وواضح.
المخاطر الصحية المؤكدة لبول البعير
أظهرت تقارير طبية أن بول الإبل يحتوي على نسب مرتفعة من مادة اليوريا، وهي مادة سامة يؤدي تراكمها في الجسم إلى فشل كلوي وأمراض خطيرة، ويعود ذلك إلى خاصية الإبل في إعادة امتصاص الماء من البول إلى الجسم، ما يجعل البول مركزًا جدًا، وقد تم توثيق حالات كثيرة من التسمم بين أشخاص تناولوا بول البعير، بعضهم دخل في حالات حرجة نتيجة لذلك.
تحذيرات صريحة من الأطباء ومنظمة الصحة العالمية
يحذر الأطباء بشكل متكرر من خطورة هذه الممارسة، ويؤكدون أن بول الإبل يحتوي على سموم ومركبات ضارة أكثر من أي نوع آخر من البول الحيواني، كما أن منظمة الصحة العالمية أصدرت تحذيراتها منذ تفشي فيروس "كورونا" المرتبط بالإبل، حيث نصحت مرضى السكري والفشل الكلوي والمصابين بأمراض رئوية، أو ضعف مناعي بعدم ملامسة الإبل، أو شرب لبنها النيء، أو بولها أو تناول لحمها غير المطهو جيدًا.
دراسة سعودية تؤكد السمية القاتلة
في عام 1996، أجرت جامعة الملك فيصل بالرياض دراسة علمية على تأثير شرب بول البعير على فئران التجارب، النتائج كانت صادمة؛ إذ أظهرت أن البول تسبب في تدمير النخاع العظمي وإنتاج كريات دم حمراء ناقصة التكوين، ما أدى إلى نوع حاد من فقر الدم، وحاول الباحثون الربط بين تأثير بول البعير وتأثير بعض أدوية السرطان مثل "Cyclophosphamide" المعروفة بآثارها الجانبية السامة.
غير أن المقارنة كانت في غير محلها، حيث أن أدوية السرطان تخضع لاختبارات دقيقة وتُعطى تحت إشراف طبي، بينما بول البعير غير معالج، وغير آمن، وقد يسبب الموت لا العلاج، وبالتالي فإن استخدامه لا يُمثل علاجًا، بل خطرًا قاتلًا.
بول البعير أكثر ضررًا من بول الإنسان
المقارنة بين بول الإبل وبول الإنسان تؤكد أن الأخير أقل سمية، إذ يحتوي على نسب أقل من المواد السامة، وهذا يجعل تناول بول البعير، من الناحية العلمية، أكثر خطورة وقذارة، وليس له أي فائدة صحية تبرر تناوله، لا بل يهدد حياة الإنسان بمضاعفات قد تؤدي إلى الموت.
توقفوا عن شرب بول الإبل فورًا
جميع الأدلة الطبية تشير إلى أن شرب بول الإبل لا يقدم أي فائدة صحية، بل يُعد مخاطرة مباشرة بالحياة، من يعاني من مرض ما عليه أن يتوجه للطبيب المختص، لا إلى وصفات خرافية تفتقر لأي أساس علمي، شرب بول الإبل قد يؤدي إلى الإصابة بفشل كلوي حاد، أنيميا مميتة، عدوى فيروسية خطيرة مثل "كورونا"، بل وربما إلى الوفاة.
كونوا عقلانيين، ولا تعرضوا حياتكم للخطر
مخاطر شرب بول البعير، بول الإبل والسرطان، أضرار بول الإبل، خرافات الطب الشعبي، شرب البول في العلاج، البول والسموم، اليوريا في بول الإبل، تحذير منظمة الصحة العالمية، فيروس كورونا والإبل، فشل كلوي بسبب بول البعير، دراسة سعودية بول الإبل، الخرافات العلاجية في الوطن العربي، بول البعير هل هو مفيد، الطب البديل وأضراره.