أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي في السعودية جدلًا واسعًا بعد ظهور شيخ سعودي يطالب بمنع عمال المقاولات من دخول المساجد، مبررًا ذلك بما وصفه بـ"الرائحة الكريهة" التي تنبعث منهم خلال الصلاة، وهو ما قوبل بانتقادات حادة ودعوات لاحترام كرامة العامل وأهمية المساجد كمكان مفتوح لجميع المسلمين دون تمييز.
تصريحات تثير الاستياء
في الفيديو، ظهر الشيخ السعودي خارج أحد المساجد عقب أداء صلاة الظهر، وقال بانفعال: "المفروض يحطوا لعمال المقاولات مصليات في مكان الشغل عندهم، ولا يطبون علينا في المساجد"، وأظهر المقطع بعض العمال وهم يؤدون الصلاة داخل المسجد، ليعلق قائلًا: "شيء ينرفز، رائحة العمالة في المساجد، والله ما تقدر تصلي بسبب الرائحة الكريهة".
ردود فعل غاضبة: "المسجد بيت الله وليس لأحد أن يمنع أحدًا"
هذه التصريحات أثارت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن ما قاله الشيخ يعكس تمييزًا مرفوضًا ضد فئة من العمال المسلمين الذين لا يجدون فرصة سوى خلال استراحة العمل لأداء صلاتهم، وأكدوا أن المساجد بيوت الله، ولا يحق لأحد أن يمنع مسلمًا من دخولها مهما كان مظهره أو وضعه الاجتماعي.
دعوات للمحاسبة والاعتذار
عدد من المغردين طالبوا الجهات الدينية في المملكة بالتدخل والرد على ما اعتبروه إساءة لمكانة المسجد ورسالة الإسلام التي تدعو للمساواة والرحمة، وذهب آخرون إلى المطالبة بأن يقدّم صاحب الفيديو اعتذارًا علنيًا عن هذه التصريحات التي وصفوها بالمخالفة لتعاليم الدين الإسلامي وأخلاق النبي محمد، الذي كان يجالس الفقراء والعمال ويشجع على احترامهم.
المؤسسات الدينية في مرمى الانتظار
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من هيئة كبار العلماء، أو وزارة الشؤون الإسلامية بشأن المقطع، إلا أن مراقبين يرون أن مثل هذه التصريحات قد تضر بصورة التسامح التي تسعى المملكة إلى ترسيخها، لا سيما في ظل الإصلاحات الاجتماعية والدينية الجارية.
قضية تتجاوز الرائحة إلى القيم الإنسانية
يرى متخصصون في الشأن الديني والاجتماعي أن المشكلة لا تكمن في الروائح الناتجة عن التعب والعمل، بل في غياب ثقافة التقدير والاحترام لفئة عاملة تسهم في بناء البنية التحتية للبلا، ويؤكدون أن الحل لا يكون بإقصاء العمال عن المساجد، بل بتعزيز ثقافة النظافة الشخصية للجميع وتوفير الخدمات الملائمة في بيئة العمل.
المسجد لكل المسلمين دون تمييز
في خضم هذه الأزمة، تبرز الحاجة إلى التأكيد على أن المساجد ليست حكرًا على فئة دون أخرى، بل هي أماكن عبادة للجميع، ويجب أن تبقى كذلك، ومهما كانت نية المتحدث، فإن مثل هذه التصريحات تضر بصورة الإسلام السمحة وتفتح بابًا للفرقة بدلًا من الوحدة.
العمالة في السعودية، منع العمال من المساجد، شيخ سعودي، رائحة العمال، التمييز في بيوت الله، مقطع فيديو مثير للجدل، صلاة الظهر، احترام العمال، المساجد للجميع، حقوق الإنسان، السلوك الديني، كرامة العامل، أزمة مجتمعية، مواقع التواصل السعودية، بيوت الله