نحنُ الشباب، مرآة الوطن التي تعكس قوته العتية وصلابته، نسعى منذ ولادتنا إلى البحث عن سُبل تطويره والارتقاء به، مستندين إلى علو الهمة وتحت ظل قيادته الحكيمة. وقد زرع الله في نفوسنا هممًا مفعمة بالطموح الجميل، طموحًا يدفعنا دومًا نحو البناء والعطاء، يواجه كل ما يعترض سبيلنا من عوائق تحاول كبح عزيمتنا.
لقد التقيتُ على دربي العديد من الناس، ومنذ نعومة أظافري تعرضت لسُهام السخرية، وحرائق الحقد، وحروب الانتقام، إلا أنني وجدت في جانبي قادة وفرسانًا من ذوي الهمم العالية، يحملون شعلة التقدم ويرعون بذور التطوير. وكلٌ منا يعلم جيدًا موقفه؛ هل هو قائدٌ يوجه ويدعم، أم عقبة تعيق مسيرة النهوض؟
الوطن لا يكتفي بالكلام، ولا تفيه النوايا وحدها، بل يريد قلبًا نابضًا يسعى، وعينًا ترى طريق الحق، ويدًا تعمل بلا كلل في السر والعلن. فما يقوم به وطننا من تطور وتنمية هو ثمرة جهود من أحبوا هذا الوطن بصدق، وكرسوا حياتهم من أجله.
وقد أوصى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، صاحب النظرة الثاقبة، بأهمية دور الشباب بقوله:
"أنتم يا شبابنا الأردني تواجهون مسؤوليات وتحديات من نوع خاص، فأنتم ابتداءا القطاع الأوسع في المجتمع، وأنتم ثانيا من سيعيش ومن سيجني عوائد العملية التنموية التي يمر بها الأردن اليوم، التي نأمل ونعمل لتكون مخرجاتها إيجابية بعون ﷲ تعالى.
ولأن حِملكم أيها الشباب كبير ومسؤولياتكم عظيمة، بقدر ما هي إرادتكم وطموحاتكم، فأنتم مطالبون بأن تكونوا على قدر هذه المسؤولية، وجديرين بهذا الحمل، لأن مستقبل الأردن أمانة نودعكم إياها ولأن غد الأردن هو اليوم، وشباب الأردن هم غد الوطن وآفاقه الرحبة. (جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم)
وفي كل بيئة نعمل فيها، قد تواجهنا أحيانًا قوى تحاول إبطاء خطواتنا، أو تقيد هممنا بكلمات قد تخبو معها نار الطموح شيئًا فشيئًا، لكننا نعلم أن النور لا يخبو في قلب العتمة، وأن الأمل دائمًا ما ينبعث من رحم التحديات.
وفي ظلمة الليل، يبقى هناك ضوء يرشدنا إلى طريق الحق، يعيننا على السير، وهم الذين يؤمنون بأفكارنا، ويمنحوننا الدعم والشفاء، ويحفزوننا على الاستمرار في حمل المسؤولية، لنفي بما عهد به جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين، صاحب القلوب المحبة الأمير الحسين بن عبد الله، من أجل وطن مزدهر يعانق القمم.