أكد مختصون في الأمن السيبراني أن التهديدات الرقمية تتزايد بوتيرة متسارعة، بالتزامن مع التحول الرقمي في مختلف القطاعات، ما يستدعي تعزيز وعي المستخدم باعتباره الركيزة الأساسية في منظومة الحماية.
وقال المهندس يزن البيك، المختص في الأمن السيبراني، إن الأمن السيبراني لا يقتصر على الأدوات والتقنيات، بل يبدأ من وعي الفرد ذاته، لافتاً إلى أن كل شخص بات هدفاً محتملاً للهجمات السيبرانية، بغض النظر عن تخصصه أو خلفيته التقنية.
وأوضح أن إدراك التهديدات الرقمية وتعلّم سبل التعامل معها يمثلان المفتاح الحقيقي لحماية الأفراد والمجتمعات من المخاطر المتزايدة، مشيراً إلى أن بعض الهجمات لا تتطلب مهارات متقدمة من المهاجم بقدر ما تعتمد على ضعف وعي الضحية.
وأشار إلى أن الأردن شهد في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في مجال الأمن السيبراني، حيث يقود المركز الوطني للأمن السيبراني جهوداً وطنية لحماية البنية التحتية الرقمية، بالتوازي مع تنفيذ برامج توعوية تستهدف مختلف فئات المجتمع.
وأضاف أن من أبرز التهديدات السيبرانية التي تواجه المستخدمين حالياً: التصيّد الاحتيالي الذي يعتمد على رسائل مزيفة تستهدف سرقة البيانات، وبرمجيات الفدية التي تشفّر الملفات مقابل مبالغ مالية، إلى جانب هجمات الهندسة الاجتماعية التي تستغل ثقة الأفراد للحصول على معلومات حساسة.
وفي مثال واقعي، بين البيك أن طالبة جامعية وقعت ضحية لهجوم تصيّد إلكتروني بعد تلقيها بريداً إلكترونياً يبدو وكأنه من جامعتها، تطلب منها تحديث بيانات الدخول، ما أدى إلى اختراق حسابها واستخدامه في إرسال رسائل خبيثة لمعارفها، وهو ما يعكس أهمية التوعية كأساس للوقاية.
وثمّن البيك دعم القيادة الأردنية للأمن الرقمي، مؤكداً أن سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني يولي اهتماماً بالغاً بتعزيز الأمن السيبراني من خلال رعاية المبادرات الشبابية، وتشجيع الابتكار الرقمي، وبناء جيل واعٍ رقمياً وقادر على حماية الفضاء الرقمي الوطني.
وقدم عدداً من النصائح الأساسية لحماية الحسابات الرقمية، أبرزها تفعيل خاصية المصادقة الثنائية، وتوخي الحذر عند فتح الروابط أو المرفقات، والحرص على تحديث الأنظمة والبرامج بشكل مستمر، إلى جانب نشر التوعية بين الأهل والأصدقاء.
وفي السياق ذاته، تعمل العديد من الجهات في الأردن، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية، على ترسيخ الثقافة السيبرانية لدى النشء، من خلال شراكات استراتيجية ومبادرات تستهدف رفع الوعي الرقمي منذ المراحل الدراسية الأولى.
وفي ختام حديثه، شدد البيك على أن الأمن السيبراني مسؤولية جماعية، تبدأ من وعي المستخدم وتتكامل مع الجهود المؤسسية والرؤية الوطنية، مؤكداً أن كل خطوة توعية تُعد استثماراً في حماية النفس والمجتمع والوطن.