في الخامس والعشرين من أيار (مايو)، يطل علينا يوم الاستقلال الأردني، إذ لا يعتبر هذا اليوم كعيد وطني فحسب، بل مرآة تعكس مسيرة أمة، وتاريخًا حافلًا لشعب يعبر عن صموده وجهوده في بقاء علم بلده يرفرف في سماء البلاد، ففي هذا التاريخ المميز، بزغ فجر الاستقلال معلنًا نهاية حقبة الانتداب البريطاني، وبداية عهد جديد للمملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة الملك عبد الله الأول بن الحسين، الذي تم إعلانه ملكًا على المملكة الأردنية الهاشمية في 25 أيار 1946، وكان قد حكم إمارة شرق الأردن قبل ذلك ب(1921-1946)، ثم أصبح ملكًا بعد استقلال الأردن عن الانتداب البريطاني.
و يعتبر هذا اليوم بمثابة نقطة تحول في تاريخ الأردن، إذ تجسدت فيه تطلعات الشعب الأردني نحو الحرية والسيادة الوطنية، وقاد الملك عبد الله الأول، بقراءته الثاقبة ورؤيته الحكيمة البلاد نحو تحقيق الاستقلال، ووضع الأسس لبناء دولة حديثة، وقد تكللت جهوده بإعلان الاستقلال، الذي أعطى الأردن مكانته المستحقة على الساحة الدولية، ومهد الطريق لمستقبل مزدهر.
والاحتفال بهذا اليوم يمثل تجديدًا للعهد والولاء للوطن، وتأكيدًا على التمسك بالقيم والمبادئ التي قامت عليها الدولة الأردنية، وتعزيزًا للوحدة الوطنية والتكاتف بين أبناء الشعب.
ويُعتبر الملك عبد الله الثاني بن الحسين رمزًا للقيادة الحكيمة في الأردن، فمنذ توليه العرش، عمل على تعزيز الأمن والاستقرار في الأردن، والحفاظ على استقلال البلاد وسيادتها إذ أولى اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الأمن والاستقرار في الأردن، وعمل على تطوير القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وتزويدها بأحدث المعدات والتدريبات، وقام بتعزيز التعاون الأمني مع الدول الشقيقة والصديقة، لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، إذ بفضل هذه الجهود، تمكن الأردن من الحفاظ على استقراره في منطقة مضطربة، والوقوف في وجه التحديات الأمنية المتزايدة.
وسعى الملك عبد الله الثاني إلى الحفاظ على استقلال الأردن وسيادته، من خلال تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم، إذ قام بزيارات مكثفة، وعقد لقاءات مع قادة وزعماء العالم، لشرح وجهة نظر الأردن في القضايا الإقليمية والدولية، وعمل على تعزيز دور الأردن في المنظمات الدولية، والمشاركة في جهود السلام الإقليمية والدولية.
يوم الاستقلال الأردني هو يوم استقلال شعب بأكمله، وهو فرصة للتأمل في مسيرة البلاد، واستخلاص الدروس من الماضي لرسم مستقبل واعد وأفضل للوطن الحبيب، وإنه أيضًا يذكرنا بأهمية الوحدة الوطنية، وتكاتف الشعب من أجل تحقيق التنمية المستدامة، ويوم لتجديد العهد للحفاظ على استقلال الأردن، والعمل على تحقيق المزيد من التقدم والإزدهار للأجيال القادمة.