في مثل هذا اليوم من كل عام، تتجدد في قلوب أبناء الوطن مشاعر الفخر والكرامة، وترتفع الهامات اعتزازًا بذكرى الاستقلال المجيد، اليوم الذي استعاد فيه الوطن حريته، وأكد شعبه الأبي أنه قادر على صياغة تاريخه بيديه، وحماية أرضه وكرامته مهما تعاظمت التحديات. وبهذه المناسبة العزيزة، نرفع أسمى آيات التهنئة والاعتزاز إلى قيادتنا الحكيمة، وإلى أبناء الوطن الأوفياء الذين ظلوا، على مر السنين، سياجًا منيعًا يحمي الوطن ويصون أمنه واستقراره.
إن عيد الاستقلال ليس مجرد محطة زمنية تُؤرخ في سجلات الأيام، بل هو مناسبة متجددة نستعيد فيها دروس التضحية، ونجدد من خلالها عهد الوفاء والانتماء، مؤكدين أن حب الوطن فعل مسؤول، وسلوك يومي، وليس شعارًا يُرفع. فالأوطان تُبنى بسواعد أبنائها، وتُصان بوعيهم، ولا تظل شامخة إلا حين يتسلح شعبها بالعلم، والعزم، والإرادة الصادقة.
في ظل ما يشهده إقليمنا من تحولات متسارعة وأزمات متلاحقة، تتسم بالصراعات والمشاريع التي تهدف لزعزعة الاستقرار، بات من الضروري استلهام دروس الماضي. فقد أثبتت التجارب أن الأوطان التي فقدت وعي أبنائها، كانت أسرع عرضة للفتن، وأسهل فريسة للأطماع. ومن هنا، يبقى وعي المواطنين هو الحصن الأول، والجدار الصلب الذي تتكسر عليه كل محاولات العبث بوحدة الصف الوطني والنسيج الاجتماعي.
كما أن الأصوات التي تحاول بث الفرقة، ونشر الشائعات، والنيل من منجزات الوطن، لا تخدم إلا خصوم الأمة، وتمهد الطريق أمام أعداء الاستقرار. لذا، من هذا المنبر الوطني، نوجه دعوة صادقة للجميع للتمسك بروح المسؤولية، وتحكيم العقل، والانحياز إلى المصلحة الوطنية العليا فوق أي اعتبار، لأن حماية الأوطان مسؤولية جماعية لا تقبل التجزئة أو التخاذل.
وفي ظل واقع إقليمي ودولي متغير، ومع اشتداد التحديات التي تحيط ببلادنا، أصبح لزامًا على كل مواطن أن يعزز وعيه السياسي والاجتماعي، ويُدرك حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه، ليكون جزءًا من مشروع وطني متكامل يحمي المكتسبات، ويواجه التهديدات، ويسهم في بناء المستقبل، ويفوّت الفرصة على كل متربص.
*وختاما نقول :*
عيدك سعيد يا وطن، يوم استقلالك علامة مجدٍ لا تزول، وتاريخك شاهد أن الشعوب العظيمة لا تُهزم، ولا تنكسر. حفظك الله من كل سوء، وأدام عليك نعمة الأمن والاستقرار، وأبقى رايتك مرفوعة في سماء العزة والكرامة.