أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين، مقتل أحد جنوده خلال اشتباكات عنيفة دارت بين القوات الإسرائيلية وعناصر من المقاومة الفلسطينية في شمال قطاع غزة. الجندي القتيل هو الرقيب يوسف يهودا شيراك، ويبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا، وكان يخدم في كتيبة الهندسة القتالية رقم 601، وهي من الوحدات العسكرية المتقدمة ضمن صفوف الجيش.
تفاصيل عن الجندي القتيل ودوره العسكري
ينتمي الجندي القتيل إلى مستوطنة حرشة، الواقعة في الضفة الغربية المحتلة. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن شيراك كان يؤدي مهامًا هندسية قتالية ضمن العمليات البرية الجارية شمال غزة، دون أن يوضح بدقة ملابسات مقتله أو مكان وقوع الاشتباك. وتُعد كتيبة الهندسة القتالية من الوحدات التي تُرافق القوات في اختراقها للأراضي الفلسطينية، خاصة في المناطق المعقدة ميدانيًا مثل الأنفاق والمناطق الحدودية الملغومة.
صلة عائلية بقيادة الاستيطان العسكري
كشف الجيش الإسرائيلي أن الجندي القتيل هو صهر يهودا إلياهو، المدير العام لمديرية الاستيطان في وزارة الدفاع الإسرائيلية. ولم تُعلن السلطات العسكرية عن أي تفاصيل إضافية حول مدى تأثير هذه الصلة على طبيعة مهام شيراك، أو على التحقيقات المتعلقة بمقتله. إلا أن هذه المعلومة أضافت بعدًا سياسيًا للخبر، نظراً لحساسية موقع مديرية الاستيطان في سياق التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
أول قتيل إسرائيلي في عملية "عربات جدعون"
ويُعد الرقيب يوسف يهودا شيراك أول جندي إسرائيلي يُقتل منذ إطلاق جيش الاحتلال عمليته العسكرية الجديدة التي أُطلق عليها اسم "عربات جدعون"، والتي بدأت يوم السبت الماضي. وتستهدف هذه العملية تكثيف الضغط العسكري على قطاع غزة من خلال عمليات برية وجوية موسعة، بهدف ما تصفه إسرائيل بـ"تفكيك قدرات المقاومة". وتأتي العملية في ظل تصعيد إقليمي وتهديدات دولية متزايدة بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ضغوط دولية وتحذيرات متصاعدة
بالتزامن مع الإعلان عن مقتل الجندي، صدرت تحذيرات واضحة من عدة دول كبرى، من بينها المملكة المتحدة، وفرنسا، وكندا، التي لوّحت باتخاذ إجراءات حاسمة ضد إسرائيل في حال لم توقف عملياتها العسكرية في غزة. كما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا يفيد بأن مقربين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هددوا إسرائيل بخسارة الدعم الأمريكي إذا استمرت في التصعيد.
توتر عسكري حاد بالمنطقة
مقتل الرقيب يوسف يهودا شيراك يعيد تسليط الضوء على المخاطر التي تواجه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ويزيد من حدة التوتر العسكري والسياسي في المنطقة. وبينما تستمر العملية العسكرية، تتزايد الضغوط الدولية لإنهاء التصعيد وفتح المجال أمام مفاوضات جديدة تضع حدًا لسفك الدماء المتواصل.