في زمن يُقاس فيه المجد بالعمل والانتماء، يبرز اسم العميد المتقاعد محمد فتحي عياصرة كأحد الرموز الوطنية الذين سطروا حضورًا فاعلًا في ميادين الإعلام العسكري والعمل الوطني.
ولد في العاصمة عمّان عام 1957، وتلقى تعليمه الأساسي في بلدة ساكب والثانوي في مدرسة جرش للبنين، قبل أن يلتحق بجامعة اليرموك ضمن فوجها الأول عام 1976، متخرجًا منها عام 1980 بشهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها.
بداية حافلة في الإعلام العسكري
بعد تخرجه مباشرة، التحق بمديرية التوجيه المعنوي (الإعلام العسكري حاليًا) برتبة ملازم، حيث بدأ مسيرته في خدمة الوطن من بوابة الإعلام العسكري، متنقلًا بين مواقع التأثير حتى وصل إلى رتبة عميد.
وخلال سنوات خدمته، تولّى مهامًا نوعية منها إعداد البرامج الإذاعية، وأبرزها برنامج "حدث الأسبوع" الذي تميّز بطابعه التحليلي في تناول الشأنين المحلي والدولي، إضافة إلى زاويته الشهرية "وراء الحدث" في مجلة الأقصى.
الريادة الإعلامية في الجيش
لم يكن مجرد إعلامي تقليدي، بل كان رائدًا في صياغة الخطاب العسكري الإعلامي، إذ شغل مناصب عديدة منها: رئيس شعبة الإعلام العسكري، ورئيس شعبة الدراسات والحرب النفسية، ومدير المركز الإعلامي لمعرض سوفكس، ومدير المركز الإعلامي للمنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت. كما عمل سكرتيرًا للجنة التاريخ العسكري، وأشرف على البرنامج التلفزيوني "جيشنا العربي" لمدة خمس سنوات.
وكان أول من تولّى قيادة جناح الإعلام والحرب النفسية في إحدى مدارس القوات المسلحة، حيث درّس ودرّب فيها، قبل أن يُبتعث كمراقب دولي مع الأمم المتحدة في جورجيا، ليعود بعدها ويواصل إسهاماته البحثية والتدريبية.
حضور وطني في اللجان والتخطيط الإعلامي
كان العياصرة عضوًا فاعلًا في لجان وطنية متعددة، منها:
اللجنة الإعلامية لمعرض سوفكس
اللجنة الإعلامية للاستراتيجية الوطنية للشباب
اللجنة الإعلامية للجنة الوطنية للسكان
لجنة مشروع القطار السياحي
فرق التخطيط الإعلامي بالتعاون مع وزارة الإعلام والمركز الأردني للإعلام ووكالة الأنباء الأردنية والتلفزيون الأردني
خبرة ودورات تخصصية
عزّز مسيرته بخبرات ودورات متخصصة، منها:
دورة ناطقين إعلاميين في دبي
دورة الإعلام الإلكتروني في مركز الحوار الدولي
دورة المصطلحات الإعلامية باللغة الإنجليزية في التلفزيون الأردني
إضافة إلى العديد من الدورات العسكرية داخل وخارج الأردن
كما شارك في مختلف اللقاءات والاجتماعات الدورية التي كانت تُعقد للناطقين الإعلاميين، ما جعله من أبرز الأسماء الموثوقة في هذا المجال.
العميد المتقاعد محمد فتحي عياصرة ليس مجرد ضابط خدم في صفوف القوات المسلحة، بل هو مدرسة وطنية في الإعلام العسكري المتزن والهادف، وسيرة ناصعة في التكوين الأكاديمي والممارسة المهنية والالتزام الوطني.