في الوقت الذي تواصل فيه إيران تمجيد مليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن، واعتبارها ممثلة لما تسميه "محور المقاومة"، تكشف طهران عن وجه مختلف على الساحة الاقتصادية، حيث تعرض فرصًا استثمارية كبرى أمام الشركات الأمريكية، في مفارقة تفضح ازدواجية مواقفها الإقليمية.
وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز نصير زادة، قال في مقابلة مع قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي، إن "اليمن هو نموذج يحتذى لمحور المقاومة"، مؤكدًا أن "الشعب اليمني أثبت أنه من أشجع الشعوب، وأمريكا هُزمت أمام شجاعة اليمن وشعبه"، على حد وصفه.
وأضاف: "هزيمة أمريكا أمام اليمن أمر طبيعي، لأنّ الشعب اليمني لا يخاف أمريكا، ومؤمن بالله ومتوكل عليه، وهذه القدرات لا يمكن للأمريكي أن يفهمها".
غير أن تلك التصريحات التي تُظهر دعمًا مباشرًا للحوثيين - وتُقدَّم من قبل طهران وكأنها تمثل "الشعب اليمني" - تتناقض بشكل صارخ مع السلوك الإيراني تجاه الولايات المتحدة.
إيران تعرض تريليون دولار للاستثمار الأمريكي
ففي تصريحات سابقة، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده مستعدة لفتح أسواقها أمام الشركات الأمريكية، مؤكدًا وجود فرص استثمارية ضخمة، من بينها بناء 19 مفاعلاً نوويًا ضمن خطة طهران لإنتاج 20 ألف ميغاوات من الكهرباء.
وقال عراقجي: "لم نمنع التعاون الاقتصادي والعلمي مع الولايات المتحدة، بل العقبة كانت الإدارات الأمريكية السابقة التي تأثرت ببعض المجموعات المؤثرة"، مضيفًا أن الفرصة الاقتصادية التي تبلغ قيمتها تريليون دولار يمكن أن تكون مفتوحة أمام الشركات الأمريكية.
وأوضح أن المجالات المتاحة تشمل الاستثمارات في توليد الكهرباء النظيفة من مصادر غير هيدروكربونية، داعيًا الشركات الأمريكية للمشاركة في ما وصفه بـ"المشاريع العملاقة داخل إيران".
ازدواجية إيرانية: دعم الحروب وتسويق الاستثمارات
ويطرح هذا التناقض تساؤلات جوهرية حول سياسة إيران الإقليمية، التي تدفع بمليشيات الحوثي التابعة لها في اليمن، إلى مزيد من التصعيد العسكري، في وقت تسعى فيه طهران لتقديم نفسها كبيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي، حتى من قبل من تصفها بـ"الشيطان الأكبر".
ويرى محللون أن تمجيد إيران للحوثيين ليس سوى أداة لخوض صراعات بالوكالة بعيدًا عن أراضيها، مع ضمان إبقاء مصالحها الاقتصادية مفتوحة مع القوى الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.