حين تكتب سيرة رجلٍ وهبَ عمره لخدمة شباب الوطن، فإنك تكتب عن الحلم والإنجاز، عن الإيمان بالأجيال والرهان على طاقاتهم. هذا ما يجسّده الدكتور حسين الجبور، الأمين العام الأسبق لوزارة الشباب، الذي شكل نموذجًا حيًّا للقائد الميداني، والمعلم الإداري، والرجل الذي آمن أن الشباب هم المستقبل الحقيقي للأوطان.
مسيرة ممتدة بالعطاء
منذ أن التحق الدكتور الجبور بركب وزارة الشباب في تسعينيات القرن الماضي، بدأ رحلة بناءٍ طويلة، لم تكن مجرد وظيفة، بل كانت رسالة. عمل مديرًا لمكتب وزير الشباب الأسبق المرحوم سعيد شقم، ثم تنقّل بين المحافظات، حاملاً أفكاره ورؤاه التطويرية، فكان مديرًا لشباب مادبا، ثم لشباب العاصمة لثماني سنوات، قبل أن يتولى منصب مساعد الأمين العام ومدير الأندية في الوزارة.
قائد ميداني يعرف الميدان
لم يكن الدكتور الجبور ممن يرتكنون إلى المكاتب، بل كان وجهًا دائم الحضور في الميدان، يتفقد المراكز الشبابية، يستمع للشباب، ويقترح الحلول، ويؤمن أن المسؤولية تبدأ بالاقتراب من الناس. كان حريصًا على تطوير البنية التحتية للمرافق الرياضية والشبابية في مختلف المحافظات، مؤمنًا بأن بيئة الإبداع تبدأ من المكان الآمن.
بصمات رياضية وإنجازات مؤسسية
تولى الجبور رئاسة اتحاد المصارعة الأردني، وكان عضوًا فاعلًا في اتحاد غرب آسيا للفترة الأولمبية 2012 – 2016، وترك بصمات واضحة على رياضة المصارعة، وعلى مسيرة الرياضة الأردنية عمومًا. وقد عُرف عنه دعمه للرياضة كوسيلة لبناء الشخصية، وغرس القيم والانضباط في نفوس الشباب.
تقاعد بعد مسيرة... ولكن الإرث باقٍ
في كانون الثاني من عام 2025، أُحيل الدكتور الجبور إلى التقاعد، تاركًا خلفه إرثًا من الإنجاز والتأثير، ومسيرة مهنية امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا، حمل خلالها همّ الشباب، وحاول بكل طاقته أن يكون صوته صادقًا ومبادرًا في أروقة الدولة.
الدكتور حسين الجبور لم يكن مجرد موظف حكومي، بل كان قدوة، واستثناءً في زمن قلّ فيه من يعمل من أجل الوطن بصمت وإخلاص. جمع بين التواضع والحزم، وبين العلم والعمل، وهو الحاصل على درجة الدكتوراه، والفاعل بقوة في المشهد الوطني الشبابي.
في زمن يبحث فيه الشباب عن من يُلهمهم ويحتضن طموحاتهم، يبقى الدكتور حسين الجبور علامة فارقة في ذاكرة وزارة الشباب، ووجهاً مضيئًا في مسيرة الإدارة الأردنية. ورغم تقاعده، فإن بصماته ستظل محفورة في كل مركز شبابي، وكل مبادرة ريادية، وكل شاب آمن بقدراته لأنه التقى ذات يوم برجل اسمه حسين الجبور...