في أول لقاء من نوعه منذ 15 عاما، اجتمع الخميس وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في أنطاليا بتركيا، بنظيره السوري أسعد الشيباني.
وبحسب موقع أكسيوس الأمريكي فإن اللقاء يعد خطوة أخرى نحو تطبيع العلاقات بين البلدين بعد أن التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع وأعلن خلاله أن الولايات المتحدة سترفع عقوباتها المنهكة على البلاد.
وكان آخر لقاء بين كبار الدبلوماسيين من البلدين قد عقد في عام 2010، عندما التقت وزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون مع نظيرها السوري وليد المعلم في نيويورك.
وفي العام التالي، بدأت الاضطرابات في سوريا، وتجنبت الولايات المتحدة التعامل مع نظام بشار الأسد.
روبيو الشيباني التقيا بشكل ثنائي قبل أن ينضم إليهما وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس إن روبيو أبلغ نظيره السوري أن إدارة ترامب ستبدأ عملية تخفيف العقوبات من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا.
وقال بروس إن روبيو أبلغ نظيره السوري أنه يرحب "بدعوات الحكومة السورية للسلام مع إسرائيل، والجهود الرامية إلى إنهاء نفوذ إيران في سوريا، والالتزام بالكشف عن مصير المواطنين الأمريكيين المفقودين أو القتلى في سوريا، والقضاء على جميع الأسلحة الكيميائية".
وشدد روبيو على أن الحكومة السورية يجب أن تحمي حقوق الإنسان لجميع السوريين بغض النظر عن العرق أو الدين.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الخميس إنها تعمل مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي لتنفيذ توجيهات ترامب برفع العقوبات.
وأضافت "إننا نتطلع إلى تنفيذ التصاريح اللازمة التي ستكون حاسمة لجلب استثمارات جديدة إلى سوريا".
وقال روبيو إن من المتوقع أن يصدر ترامب إعفاءات رئاسية ترفع بعض العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.
وسيتعين على الكونغرس الأمريكي إلغاء العقوبات الأخرى المفروضة على سوريا، وهو الأمر الذي من المرجح أن يستغرق وقتا أطول.
وبحسب أكسيوس فإنه قبيل اللقاء في أنطاليا، تحدث روبيو هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأطلعه على لقاء ترامب مع الشرع في السعودية.
ولم تخطر إدارة ترامب إسرائيل مسبقا بقرار ترامب عقد هذا الاجتماع ورفع العقوبات عن سوريا، بحسب مصدر مطلع.
وخلال اجتماعه مع ترامب الشهر الماضي، طلب نتنياهو من الرئيس الأمريكي عدم رفع العقوبات عن سوريا وأعرب عن قلقه بشأن الدور الذي تلعبه تركيا - التي أرادت رفع العقوبات - في سوريا، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
ولكن ترامب تجاهل مخاوف نتنياهو، وقال يوم الثلاثاء الماضي إن قراره برفع العقوبات جاء استجابةً لطلبات عدد من القادة، بمن فيهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي انضم إلى اجتماع ترامب مع الشرع، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي شارك عن بُعد.