رحيل الطبيب الجزائري سفيان فيلاوين بحادث سير يهز الشارع، ويفتح أبواب الحزن في مستشفى سطيف وقلوب مرضاه الذين ودّعهم مبكرًا.
في حادث مروري أليم صباح الثلاثاء، فقدت الجزائر واحدًا من أبرز أطبائها في مجال النساء والتوليد، الدكتور سفيان فيلاوين، بعد انقلاب سيارة أجرة كانت تقله على الطريق الرابط بين برج الكيفان والدار البيضاء في العاصمة الجزائرية، أثناء توجهه إلى عمله.
الخبر وقع كالصاعقة على مرضاه وزملائه، إذ كان اليوم الذي قضى فيه مخصصًا للفحوص الطبية، وكان الطبيب الراحل في طريقه إلى مستشفى الأم والطفل بولاية سطيف، حيث يعمل مختصًا في طب النساء والتوليد، عندما وافته المنية.
وعند إعلان الوفاة، عمّت حالة من الحزن العميق أروقة المستشفى، خصوصًا بين المريضات اللواتي كنّ في انتظار معاينتهن، إضافة إلى أفراد الطاقم الطبي والعاملين في المؤسسة الصحية، الذين عبّروا عن صدمتهم الكبيرة لفقدانه، لما كان يتحلى به من سلوك إنساني وأخلاقي رفيع.
على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر خبر الوفاة بسرعة، وتوالت عبارات الرثاء المؤثرة من قبل مرضاه وزملائه والمقربين منه، الذين أجمعوا على دماثة خلقه، وحرصه المستمر على رعاية الحالات الحرجة، وتعامله الإنساني الذي لم يكن يعرف حدودًا للوقت أو للجهد.
ونقلت إذاعة "صوت سطيف" عن أحد العاملين بالمستشفى شهادته في حق الراحل، حيث أكد أنه كان يكنّ الاحترام الكامل للجميع، بصرف النظر عن مراتبهم أو تخصصاتهم، وكان يتعامل مع الجميع بلين ووقار، ويحرص على الحديث مع المحيطين به دائمًا.
وذكرت إحدى زميلاته الطبيبات أنه كان يعامل مرضاه كأنهم من عائلته، وكان لا يتردد في الاتصال بأي مريض يتأخر عن موعد فحصه ليطمئن عليه. واستحضرت موقفًا لن تنساه، حين رأته جاثيًا على ركبتيه يبكي بحرقة في بهو المستشفى، بعدما خرج من غرفة العمليات إثر وفاة مريضة خلال جراحة حرجة، وكأن الراحلة كانت من أقرب الناس إليه.
مساء اليوم نفسه، شُيّع جثمان الدكتور سفيان فيلاوين إلى مثواه الأخير وسط حضور جماهيري كبير من أبناء ولاية سطيف، حيث ووري الثرى في مقبرة سيدي الخير، في جنازة امتزج فيها الصمت بالحزن العميق.
الطبيب الراحل، الذي وُلد قبل 46 عامًا، يُعد أول طبيب جزائري يجري عملية مبتكرة لمعالجة حالات المشيمة الملتصقة، وهو من أوائل الأطباء في العالم الذين استخدموا هذه التقنية، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.