مرة أخرى، يحاول البعض بث سموم الفتنة والتشكيك في مواقف الأردن الأصيلة تجاه القضية الفلسطينية، كان آخرها ما نشره موقع إلكتروني مرخص في العاصمة البريطانية لندن، مدعياً زوراً أن الأردن يقدم المساعدات لأهلنا في غزة مقابل ثمن أو بديل. وهو ادعاء مكشوف، لا يستند إلى حقائق، ولا يصمد أمام المواقف المشهودة التي يعرفها القاصي والداني عن الأردن، ملكاً وشعباً.
الأردن، الذي ما توانى يوماً عن نصرة فلسطين، يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى، والقدس الشريف بوصلته التي لا تنحرف، كما أكد مراراً جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاباته، كان آخرها أمام البرلمان الأردني حين جدد العهد بأن فلسطين ستبقى التوأم والرفيق والهمّ المشترك.
إن كل من يحاول الطعن في موقف الأردن، لا يمكن وصفه إلا بأنه مأجور، يخدم أجندات مشبوهة، ولا يُستبعد أن يكون عميلاً لكيان الاحتلال الذي يدرك تماماً أن الأردن بقيادته وشعبه وحكومته لا يساوم على واجبه الإنساني والقومي تجاه فلسطين، ولن يقبل بأي شكل من الأشكال أن يكون عونه لأشقائه خاضعاً لأي مقابل.
منذ تأسيس الدولة الأردنية، كانت العروبة والإسلام عنوان سياساتها، فالأردن وقف مع الدول العربية والإسلامية وحتى الشعوب المنكوبة في العالم، فكيف لا يكون وفياً لتوأم الروح فلسطين، التي وصفها الأردنيون بأنها "البطين الأيسر" في قلوبهم؟
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر 2023، لم يتوقف الأردن عن تقديم الدعم، سواء عبر القوافل البرية، أو من خلال سلاح الجو الملكي الذي نفذ عمليات إنزال المساعدات، وحتى بتوجيه مباشر من جلالة الملك الذي حلّق شخصياً في أجواء غزة لإيصال المعونات، في موقف يسجله التاريخ.
ولم يقتصر الدعم الأردني على الغذاء والدواء، بل شمل تأسيس المستشفيات الميدانية التي قدمت العلاجات والعمليات الجراحية، وزرعت الأمل في نفوس الجرحى عبر تركيب الأطراف الصناعية للضحايا، كما أنشأ الأردن مؤخراً مخابز ميدانية لتعويض نقص الخبز في القطاع، دون انتظار شكر أو منة، فهو يعتبر دعم الأشقاء الفلسطينيين واجباً مقدساً.
ولـ"ميدل إيست آي" نقول: الأردن، الذي ما بدل تبديلا، سيبقى السند الصادق لأشقائه، ولن تنال من سمعته الشريفة حملات التشويه، فشرف الموقف الأردني أقوى من كل الأكاذيب، وأرفع من أن يُقايض أو يُساوم.