في زمنٍ تزدحم فيه الشاشات بالخطابات، وتضجُّ المنصات بالاتهامات، يظلُّ الأردن ثابتًا في موقعه الطبيعي: سندًا لفلسطين، وظهيرًا لأهل غزة، دونما منّة ولا ترويج.
مؤخّرًا، شنّت بعض المنصّات الإعلامية – منها من يدّعي الحياد، ومنها من بات أداة طيعة في أيدي حملات التشويه – حملة افتراء على الدور الأردني في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة. وادعت هذه المنابر – ومنها موقع "ميدل إيست آي" – أن الأردن يفرض "رسوماً" على عبور المساعدات، متجاهلة كل الحقائق، وكل الصور، وكل الشهادات التي وثّقت حجم الجهد الأردني قيادةً وجيشًا ومؤسسات.
لكن الحقيقة لا تغيب، والحقيقة هذه المرّة جاءت من الطرف المرسل للمساعدات ذاته: منظمة "خوم" الماليزية KHOM، التي نفت بشكل قاطع كل تلك المزاعم، مؤكدة أن الأردن لم يتقاضَ فلسًا واحدًا، بل تحمّل تكاليف النقل والتنسيق اللوجستي كاملاً عبر سلاح الجو الملكي الأردني، وساهم في تسهيل دخول المساعدات عبر أراضيه.
الأردن لا يبحث عن شكر، لكن لا يجوز صمته في وجه الافتراء.
فمنذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة، سطّر الأردن ملحمة إنسانية حقيقية: من الجسور الجوية المستمرة، إلى المستشفى الميداني العسكري، ووزارة الخارجية، والقوات المسلحة، وغيرها من الجهات التي عملت بصمت وإخلاص.
لهذا، فإن من واجب كل حرٍ وصاحب ضمير، أن يرفع صوته دفاعًا عن الحق، ودعمًا للأردن الذي لم يتغيّر موقفه، ولا توقفت بوصلته عن الإشارة إلى القدس وغزة
الأردن ليس مجرد ممر للمساعدات، بل هو شريك في النضال، وعمق استراتيجي لفلسطين، ودرعها عندما تتكالب الخطوب.
كلمة حق يجب أن تُقال: من لا يرى تضحيات الأردن، إما أعماه الحقد، أو اختار العمى طوعًا.