منذ الأزل، كان الأردن ولا يزال عنواناً للعطاء والكرامة الإنسانية في وقت الأزمات، وهذه الحقيقة باتت معروفة للجميع، داخل حدود المملكة وخارجها. تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، كانت الأردن أول من سارع إلى تسيير القوافل الإغاثية والمساعدات الطبية والغذائية للأشقاء في المنطقة والعالم.
سلاسل من الطرود والإنزالات التي حملت الأمل والمساعدة لم تكن مجرد حركات دبلوماسية أو قرارات لحظية، بل كانت تجسيداً حياً لما تمثله المملكة من قيم أصيلة.
لكن، في الوقت الذي يشهد فيه العالم اجمع قوة وتفاني الأردن، نجد أن بعض الأصوات النشاز، المدارة من لندن وغيرها، قد حاولت التقليل من شأن هذا الدور العظيم الذي يقوم به الأردن في خدمة الإنسانية.
مثل هذه المحاولات هي محاولات يائسة وفاشلة، ولن نسمح لها بالمرور. فالذين يحاولون تشويه تاريخنا ومواقفنا لا يعرفون أننا نحن الأردنيين، تحت قيادة هاشمية نابعة من النبل والأصالة، لا نقبل إلا أن نكون في الطليعة، لا نقبل إلا أن نكون درعاً للأشقاء في وقت المحن.
الأردن ليس مجرد دولة تقدم مساعدات، بل هو قلب العالم العربي النابض، وهو القوة التي تضع مصلحة الإنسان أولاً. والعالم أجمع يشهد على مواقفنا الإنسانية التي لم تنحرف يوماً عن مسارها، وها هي الحقائق تتحدث عن نفسها. فكل طرد مساعدات يحمل في طياته قصة تضحية وأمل، وكل إنزال جوي يحمل رسالة مفادها أن الأردن كان، وسيظل، السباقة في الوقوف إلى جانب الأشقاء.
لذلك، نرسل رسالة واضحة، أننا لن نسمح لأي شخص كان، من أي مكان كان، أن يمس من سمعة الأردن أو يقلل من شأن مواقفه البطولية.
لأننا ندرك جيداً أن محاولات التشويه لن تكون سوى أصداء هزيلة لن تزعزع ثقتنا في أنفسنا .
فما دام الأردن في قلب العطاء، لن تهز أي كلمات سخيفة من عزيمته.
نحن في الأردن، درع الأمة العربية، وسنبقى كما كنا، الأوفياء دائمًا، لأشقائنا في فلسطين .