في اللحظات الحاسمة ، على الانسان ان ينحاز الى شهادة الحق حتى لو تعارضت مع مصالحه الشخصية، وجامعتنا العزيزة تحتاج إلى ان ننصفها، فان لم ننصفها نحن فمن سينصفها ؟إإ، فهذه الجامعة شهدت نقلات نوعية في مختلف المجالات وانجازات عظيمة على مدار عمرها المديد- ان شاء الله- والذي تجاوز الثلاثين عاما؛ اخفتها تلك الصراعات التي تدار من اجل مصالح خاصة، و جلَ ما يُسعى اليه ان تُحَقق تلك المصالح بغض النظر عما يحصل للجامعة، حتى لو وُئد الإنجاز وذُبِح المنجز من الوريد الى الوريد، وتم محاسبته على ذنوب او اخطاء لا يعرفها هو بالأصل.
فأنا لا اكتب دفاعا عن شخص، ولكن دفاعا عن مؤسسة أراد لها الراحل العظيم الحسين بن طلال ان تكون منارة علمية عالمية تضيء بعلمها وانتاجها المعرفي سماء الكون، وسار على هذا النهج الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله.
لقد عاصرت الجامعة على فترة ثلاثة رؤساء، قد غادروا مواقعهم وهم لا يعلمون لماذا غادروا، وكيف، بالرغم من انهم قد تركوا بصمات، وأضافوا لبنات للبناء في جامعتنا العزيزة، واليوم ونحن نشهد حركة تقييم لأداء رؤساء الجامعات وهرج يطول ويقصر حول التقييم علينا ان نقول كلمة حق ولا نبقى صامتين في حق جامعتنا وفي حق ادارتها الحالية، فكما يقول المثل الشعبي: " من لا يرى من خلف الغربال اعمى"، وكي اريح بال البعض ممن يطعن بالخفاء ويسحج في العلن، وجميعنا يعرف ما يجول في خاطرهم وهم مدركون ما تعنيه هذه السطور، فسيطلقون بحقي كل الألقاب التسحيجية، فأقول لهم والله على ما أقول شهيد اني لا تربطني في أي شخص في الإدارة معرفة، او علاقة شخصية، ولكني لم اتعود الحديث من تحت الطاولة، وكل ما لدي واضح ولا اخشى الا حساب رب العالمين، والاعمار والارزاق بيد الواحد الاحد ولا ابحث عن أن يكون لي مطمع في أي مكان او منصب اداري، ولكنها كلمة حق اعتقد من واجبي ان ابوح بها في هذه الفترة تحديدا بعيدا عن حسابات الربح والخسارة.
فمنذ ان استلم الرئيس الحالي الجامعة قام بالعديد من الاعمال التي من شئنها ان ترفع أداء الجامعة العلمي والإداري، سواء باستحداث تخصصات جديدة او من حيث العمل على تحسين وتطوير الأداء الاكاديمي، وصيانة وتحديث البنية التحتية للجامعة حسب الإمكانيات المتاحة، والجهد واضح لا ينكره الا حاقد او حاسد او ممن لا تعنيه الجامعة الا بمقدار ما يكسب، ان هذا الرئيس ينطبق عليه القول انه رئيس ميداني، فهو موجود في الميدان وبين الكليات وفي مكاتب أعضاء الهيئة التدريسية ، و مما يسجل له انه من اكثر الرؤساء تجولا بين الطلبة والعاملين ، ويستمع لكل ملاحظة بكل صدر رحب، اما من له مأخذ على الرئيس، فالرئيس بشر وليس ملاكا، وكلنا نخطئ ونصيب وننسى، فيجب ان نلتمس العذر، وان كان هناك أية ملاحظة يجب طرحها داخل اسوار الجامعة، فانتم اهل الفكر والراي، كما ان على الجميع أداء الأمانة في المشاركة بالعمل الجماعي كعائلة واحدة تصب في قناة الخير للجامعة لتتمكن من أداء دورها العظيم ورسالتها الشريفة كما أريد لها حين تأسيسها ، بدءا من أدنى السلم الوظيفي إلى أعلاه كلّ في مجاله دون إرباك لأداء الاخرين . فللجامعة مجالسها التي يشترك فيها أعضاء الهيئة التدريسية وهم من يصيغون معظم قراراتها، فلا تحملوا الرئيس كل شاردة و واردة.
شهادة حق تقال في جامعة ال البيت بأنها تشهد نقلة نوعية فلا تظلموها، وأنصفوا من يعمل بأمانة، وما هذا القول إلا رسالة نابعة من الحرص على مؤسساتنا ومن يؤدون رسالتهم بتفانٍ وإخلاص خدمة لأردننا العزيز وقيادتنا الهاشمية الحكيمة.