حين نذكر الفريق المتقاعد الدكتور البارع داود باشا حنانيا، فإننا لا نستحضر مجرد طبيب بارع، بل نستدعي سيرة رجل صنع المجد بيديه، وجعل من قلب الأردن قلباً ينبض بالحياة والعلم والإنسانية.
ابن القدس، المقدسي الأصيل، الذي حمل همّ أمته في قلبه، ووضع وطنه فوق كل اعتبار، فجعل من مشواره الطبي مسيرة عشق للأردن، وأيقونة فخر لكل عربي.
هو نجل أنسطاس حنانيا، الوزير المخضرم، لكنه اختار أن يُسطّر اسمه لا بالسياسة، بل في تخصصه الذي يعشقه اختصاص جراحة القلب الذي عمل الآلاف العمليات الجراحيه للقلب وانقذ مئات الأرواح من الاردنيين والعرب والأجانب ، حيث يصنع الله الشفاء على يديه.
كان أول أردني مبتعث من قبل القوات المساحة الاردنيه الى بريطانيا لدراسة الطب البشري في ذلك الوقت فعاد ليمنح جيشه ووطنه أعظم الإنجازات؛ فحين أجرى أول عملية قلب مفتوح لتغيير صمام عام 1970، تنفست الأردن فخراً، وحين زرع أول كلية عام 1972، ازدهرت الآمال، وحين خطّ اسمه على لائحة الدول التي زرعت قلباً مفتوحاً عام 1985، دخل تاريخ الطب من أوسع أبوابه.
لم يكن الباشا داود حنانيا مجرد طبيب، بل كان قائداً، ومديراً لمدينة الحسين الطبية، ومديراً للخدمات الطبية الملكية، وصوتاً للوطن تحت قبة مجلس الأعيان لخمس دورات متتالية، يُشعل شمعة في كل ميدان يخدم فيه وطنه.
واشار حنانيا عند اجرى اية عملية جراجية والانتهاء منها يتصل به جلالة الملك الحيين رحمه الله وطيب الله ثراه ويشكره على نجاح العملية
واكد حنانيا لقد اجريت عمليات جراحية والحمد تكللت جميعها بنجاح كبير ولم أتذكر يوميا بعدم نجاح اية عملية ان دل هذا على شى فانما يدل على قدرة العمل الدقيق والمهارة و الجيدة والعلم الذي يتمتع به
تقلّد أوسمة النهضة والاستقلال والكوكب من الدرجة الأولى، ومعها أوسمة من بريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين والسودان وأمريكا، كانت تلك شهادات العالم على عظمة هذا الأردني الذي لم يعرف المستحيل.
ستون عاماً وما يزال الباشا داود حنانيا يزرع الأمل، ويُعلّم الأجيال، ويبني، ويُعطي دون كلل. أطال الله في عمرك أيها القلب الكبير، ومتعك بالصحة، لتبقى شاهداً على قصة رجل كتب اسمه في سجل الخالدين، وبقي نبضه يدقّ بحب الأردن ما دقّت القلوب.