في مثل هذه الأيام، ودّع الأردنيون اثنين من أبنائهم الأوفياء، الملازم أول حمزة العلاونة والملازم أول سامي الحمايدة، اللذين ارتقيا أثناء أداء واجبهما في مكافحة آفة المخدرات، ضمن صفوف إدارة مكافحة المخدرات في جهاز الأمن العام.
تمر الذكرى السنوية لرحيل العلاونة والحمايدة، وسط استذكار شعبي ورسمي لتضحياتهما، حيث يروي زملاؤهما كيف كانا مثالًا للشجاعة والانضباط، في معركة يومية لا تهدأ لحماية المجتمع من خطر السموم البيضاء. لم يكن استشهادهما مجرد حادثة عابرة، بل محطة بارزة أعادت التأكيد على جسامة التحدي الذي يواجهه رجال الأمن على الحدود وفي الداخل، وهم يسهرون على أمن الوطن وسلامة أبنائه.
وفي كل عام، تجد عائلات الشهيدين وأبناء الأجهزة الأمنية دعمًا شعبيًا ورسميًا متجددًا، يعكس عمق التقدير للتضحيات التي بُذلت، ولقيمة الدم الذي رُوي على تراب الوطن دفاعًا عن مستقبل نظيف وآمن للأجيال القادمة.
ويرى متابعون أن تضحيات العلاونة والحمايدة وسائر الشهداء من كوادر مكافحة المخدرات شكّلت نقطة تحوّل في مضاعفة الجهود الوطنية لمواجهة تجار الموت، وتعزيز التشريعات والإجراءات الرادعة ضد مروجي هذه الآفة.
ومع حلول الذكرى، تتجدد الدعوات إلى مواصلة الطريق الذي سار عليه الشهيدان، والتكاتف الرسمي والشعبي لضمان بقاء الأردن حصنًا منيعًا في وجه أخطر التحديات الأمنية والاجتماعية المعاصرة.