ستة عقود مرت، وما زال اسم وليد حسن سرطاوي حاضرًا بين أبناء جيله كواحد من رجال الأردن الذين أفنوا شبابهم في خدمة الوطن، بصمت وإخلاص.
في العام 1958، أنهى سرطاوي مرحلة الثانوية العامة، في زمن كانت فيه الشهادة بوابة الرجال نحو ميادين العطاء، ليختار بعدها الانضمام إلى صفوف جهاز الأمن العام، حاملاً معه طموح الشاب الأردني الذي يرى في خدمة بلده شرفًا لا يعلو عليه شرف.
تنقل سرطاوي خلال خدمته في عدة مواقع، حتى نال رتبة رقيب، ليُكلف بإدارة قلم مديرية شرطة العقبة، وهو الموقع الذي شغله حتى العام 1972. وبحنكته الإدارية، عرف بين زملائه بالدقة والانضباط، فكان القلم بين يديه ليس مجرد أوراق، بل سجلًا ناصعًا لمسيرة أمنية ساهمت في استقرار العقبة، التي كانت ولا تزال بوابة الأردن الجنوبية ونبض تجارته البحرية.
ولم تكن سنوات الخدمة مجرد وظيفة لدى سرطاوي، بل جزءًا من تاريخه الذي يفخر به أبناؤه وأحفاده اليوم، وهم يستذكرون سيرته المهنية التي جمعت بين الصرامة في العمل والتواضع مع الناس.
اليوم، ومع مرور أكثر من نصف قرن على تقاعده، يبقى اسم وليد حسن سرطاوي شاهدًا على جيل أخلص لوطنه في الميدان وفي المكاتب.