في حضن الوطن، تنبت نساء من طراز خاص، يحملن في قلوبهن الإخلاص، وفي أيديهن أدوات البناء والرعاية. من بين هؤلاء، تبرز قصة الملازم أول المتقاعد رحمه فنوخ عبدالرحمن الرقاد، التي سطّرت مسيرتها بحروف من ذهب في سجل الخدمات الطبية الملكية.
بدأت رحلتها من كلية الأميرة منى للتمريض، حيث تخصصت في فني أسنان، لتكون من الأوائل الذين وهبوا مهنتهم لأجل صحة الوطن وجنوده. لم تكتفِ بالوقوف عند هذا الحد، بل أصرّت على مواصلة التعليم، لتحصل على شهادة جامعية في علم النفس والاجتماع، مؤمنة أن خدمة الإنسان لا تكتمل إلا بفهم روحه وعقله، إلى جانب جسده.
رحمه، المعروفة بين زملائها برقيّها المهني وأخلاقها العالية، كان لها إسهامات بارزة في تطوير العمل داخل الخدمات الطبية الملكية. ساهمت في تدريب الكوادر، وتحسين الخدمات، وكانت قدوة للكثير من الشابات اللواتي دخلن الميدان الطبي بعد أن شاهدن إصرارها وطموحها.
وفي كل موقف، كانت رمزًا للمرأة الأردنية القوية والمثابرة، التي لم تثنها التحديات، بل كانت تتقدم بثبات، حتى أكملت سنوات خدمتها بشرف، وخرجت من الميدان مرفوعة الرأس، محاطة باحترام ومحبة كل من عرفها.
اليوم، تترك رحمه فنوخ الرقاد إرثًا إنسانيًا ومهنيًا عظيمًا، وتبقى قصتها مصدر إلهام لكل فتاة أردنية تحلم أن تكون جزءًا من نهضة الوطن.