في زيارة غير متوقعة، قام الرئيس السوري أحمد الشرع بزيارة تركيا للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما يُعتبر تحولًا جذريًا في العلاقات بين دمشق وأنقرة، هذه الزيارة، التي لم تكن مجرد مصافحة دبلوماسية، كانت تمهيدًا لاتفاقيات دفاعية وعسكرية غير مسبوقة، مما قد يُغير خارطة النفوذ في الشرق الأوسط.
قاعدة عسكرية تركية في تدمر: سيادة أم توسع؟
أحد أبرز بنود الاتفاق بين البلدين هو إنشاء قاعدة عسكرية تركية في مدينة تدمر على أراضي مطاري تدمر والتيفور في منطقة حمص، هذه القاعدة ستكون ذات طابع سيادي، مما يعني أنها ستعتبر جزءًا من الأراضي التركية، ويجب على أنقرة الدفاع عنها كما لو كانت جزءًا من أراضيها.
انعكاسات القاعدة العسكرية التركية على المنطقة
ستكون هذه القاعدة أكبر منشأة عسكرية تركية في المنطقة، ومقارنةً بقاعدة رامشتاين الأمريكية في ألمانيا، ستلعب دورًا محوريًا في تطوير الجيش السوري عبر برامج تدريب متقدمة، هذه الخطوة قد تُسهم في تعزيز هيمنة تركيا العسكرية على المنطقة، وتؤثر بشكل كبير على استراتيجيات إسرائيل في الشرق الأوسط، خاصة مع مشروع "ممر داوود" الإسرائيلي.
هل أصبحت تركيا القوة العسكرية الرئيسية في سوريا؟
تركيا ليست جديدة على الوجود العسكري في سوريا؛ فقد أسست بالفعل 126 قاعدة عسكرية بين 2023 و2024، لكن قاعدة تدمر ستكون فريدة من نوعها، إذ ستحظى بموافقة الحكومة السورية، مما يميزها عن القواعد الأخرى التي كانت مجرد نقاط مراقبة.
الرد الإسرائيلي والتصعيد العسكري
بعد الإعلان عن هذه الخطوة، ردت إسرائيل على الفور بشن غارات جوية على مطاري تدمر والتيفور، مما يعكس رفضها القوي للنفوذ التركي في سوريا، وقد أصدرت لجنة "ناجل" الأمنية الإسرائيلية تحذيرات بشأن التحالف السوري-التركي وتأثيراته المحتملة على الأمن الإقليمي.
الآثار المستقبلية والتحديات أمام سوريا
تستهدف تركيا عبر هذه القاعدة ملء الفراغ الذي خلفه النفوذ الإيراني في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، قد تصبح هذه القاعدة نقطة انطلاق لتركيا نحو مزيد من التدخل العسكري في المنطقة، ما يزيد من تعقيد الصراع السوري؛ السؤال الذي يبقى مفتوحًا هو: هل ستتمكن الحكومة السورية من فرض إرادتها في ظل هذا التنافس الدولي على الأراضي السورية؟