نيروز الإخبارية : يجمع رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري بين عالم الأعمال والعمل السياسي غير المباشر، إذ تمكن من بناء شبكة علاقات قوية مع صنّاع القرار في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، ليصبح وسيطًا غير رسمي ومستشارًا مقربًا من المبعوث الأمريكي لشؤون"الرهائن"، آدم بوهلر، في مفاوضاته مع حركة حماس، إضافة إلى تأثيره في المشهد الفلسطيني.
علاقة بشار بـ"بوهلر"
أثار اسم بشار المصري جدلاً واسعًا بعد الكشف عن دوره السري كمستشار للمبعوث الأمريكي لشؤون "الرهائن" آدم بوهلر، ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، فإن العلاقة بين الاثنين تمتد لسنوات وتعتمد على الصداقة والمصالح الاقتصادية.
ومن المثير للاهتمام أن "المصري" سمح لبوهلر باستخدام طائرته الخاصة في الأشهر الأخيرة لدعم المفاوضات مع حركة حماس، ما يعكس مستوى الثقة بينهما.
وينتمي بشار المصري إلى إحدى أبرز العائلات الفلسطينية، التي تضم رجال أعمال بارزين مثل منيب وصبيح المصري، وتُعرف العائلة بموقفها المحايد من النزاعات السياسية، حيث رفض أعضاؤها على مدار العقود الانخراط في السياسة بشكل مباشر، رغم محاولات القادة الفلسطينيين، مثل ياسر عرفات ومحمود عباس، استقطابهم لمناصب حكومية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
رجل أعمال برؤية عالمية
يعيش بشار المصري حياة غربية الطابع، حيث تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ودرس الهندسة الكيميائية في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، وبعد سنوات من العمل في القطاع الاستشاري بواشنطن، عاد إلى فلسطين وأسس شركته القابضة "مسار"، التي تُعد من أبرز الشركات الاقتصادية في الضفة الغربية.
وتمكن "المصري" من الجمع بين الهوية الفلسطينية والتأثير الغربي، حيث قال في مقابلة سابقة إنه يرى نفسه "نصف فلسطيني ونصف أمريكي"، وعلى الرغم من ذلك، تعرّض للاعتقال الإداري عدة مرات من قِبل إسرائيل بسبب مشاركته في احتجاجات ضد الاحتلال، ما عزّز من مكانته في المجتمع الفلسطيني.
دوره في إعادة إعمار غزة
يعد مشروع مدينة "روابي"، أحد أبرز إنجازات المصري، وهي أول مدينة فلسطينية مخططة بالكامل، بلغت تكلفة إنشائها أكثر من مليار دولار، بمشاركة تمويلية من قطر، وتضم المدينة مراكز تجارية متطورة، وشركات تكنولوجية عالمية، ومدرجًا للحفلات والمناسبات، ومن اللافت أن معظم المشترين في "روابي" كانوا من فلسطينيي الداخل وليس من سكان الضفة.
وارتبط اسم المصري في الماضي بمبادرات إسرائيلية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة عبر شخصيات فلسطينية مؤثرة، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض مقترحات تشمل شخصيات من حركة فتح، لكنه لم يستبعد مشاركة المصري، نظرًا لمكانته الاقتصادية المستقلة.
رؤيته للمستقبل الفلسطيني
يحرص "المصري" على التعليق على القضايا السياسية الفلسطينية، حيث أكد خلال القمة العربية في القاهرة أن الانتخابات الفلسطينية ستكون خطوة حاسمة لتعزيز الشرعية الفلسطينية، وخلال الحرب في غزة، شدّد على أهمية وقف العدوان، مؤكدًا أن المعاناة لا تنتهي بمجرد إعلان الهدنة.
وفي منشور على انستجرام، أشار المصري إلى أن التعامل مع الأوضاع في غزة "مسؤولية فلسطينية أولًا"، ودعا إلى دعم سكان القطاع بجهود فلسطينية ذاتية، من خلال مبادرات إغاثية متنوعة.