كشفت مصادر مطلعة عن فشل مخطط انقلاب عسكري في سوريا كان يستهدف إسقاط النظام عبر تحركات منسقة لعدة ميليشيات داخلية وخارجية. ووفقًا للمصادر، فقد غادر ماهر الأسد العراق مساء أمس متوجهًا إلى روسيا بعد تأكد سقوط المشروع بالكامل.
تفاصيل المخطط
كان من المقرر أن تتقدم ميليشيات عراقية نحو تدمر ثم حمص، بالتزامن مع دخول ميليشيات حزب الله اللبناني من القصير، على أن تلتقي القوتان في حمص. في الوقت ذاته، كانت مجموعات موالية لماهر الأسد متمركزة في الجبال اللبنانية والشمالية تستعد للسيطرة على مدن الساحل السوري، مستهدفة نقاط الأمن وقطع الطرق الداخلية. كما كان من المقرر أن تهاجم ميليشيات حزب العمال الكردستاني (PKK) و(PYD) مدينة حلب من الشرق، فيما تتحرك فلول النظام السابقة في ضواحي دمشق باتجاه العاصمة، متزامنة مع إعلان الانقلاب في السويداء وإنزال علم الدولة من مبنى المحافظة.
التدخل التركي وإفشال المخطط
تمكنت الاستخبارات التركية من كشف المخطط وأبلغت الحكومة العراقية بأن الطيران الحربي التركي جاهز للتدخل. ومع بدء التحركات العسكرية، استهدف الطيران المسير "بيرقدار" مواقع قيادة الهجوم وميليشيات قنديل المتقدمة نحو حلب، ما أجبرها على التراجع. كما وجهت أنقرة تحذيرات مباشرة لإسرائيل بعدم التدخل، مهددة بالرد، ما أدى إلى تراجع الدعم الجوي للميليشيات في الجنوب.
النفير العام وإجهاض التحرك الداخلي
بالتزامن مع ذلك، تداعى السوريون للنفير العام، حيث خرجت عشرات الآلاف في درعا والقنيطرة، ما أدى إلى فشل محور الجنوب. كما تصدت القوات الأمنية والجيش لتحركات المسلحين في ضواحي دمشق، بينما نجح المهاجمون في السيطرة مؤقتًا على مدن الساحل بعد انسحاب سابق لقوى الأمن. ورغم سقوط أكثر من 150 عنصرًا أمنيًا، فإن وصول أكثر من 100 ألف مسلح في الساعات الأولى للنفير قلب الموازين، حيث جرى استعادة المدن والبلدات وإغلاق الحدود اللبنانية، ما أدى إلى سحق فلول المتمردين وانتهاء المخطط بالكامل.
ماهر الأسد يفر إلى روسيا
بعد انهيار المخطط، غادر ماهر الأسد العراق مساء أمس متوجهًا إلى روسيا، في حين أكد المراقبون أن الانقلاب قد انتهى تمامًا، وأن سوريا طوت صفحة هذا التهديد كما طوت مشاريع سابقة استهدفت استقرارها.